الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يّخشَى النفاق على من يتلهى في وظيفته

السؤال

سؤالي حول موضوع الأمانة في أداء العمل. أنا مسؤولة في مركز قرآني، ومما أراه أن هناك بعض المعلمات يضيعن بعض الوقت خلال الحصة بأحاديث جانبية، ومكالمات هاتفية، فتطيل وقت الحصة عن المحدد لتعوض الضائع منها، وقد تتسبب بتأخير النساء عن بيوتهن، وعن أزواجهن، وأولادهن. وكذلك بعض الموظفات قد ينتهي وقت الدوام وهي لم تنجز كل المطلوب منها بسبب انشغالها بالحديث مع النساء
فهل هذا يعتبر تضييعا للأمانة؟ حيث إن الموظف مؤتمن على وقت دوامه؟ وهل يدخل هذا في حديث آية المنافق؛ حيث إن تضييع الأمانة قد يكون خصلة من النفاق؟
وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كان الوضع على ما وصفته السائلة، ففي هذا تضييع للواجب، ونوع من خيانة الأمانة؛ فإن وقت الدوام مملوك لجهة العمل، ولا يجوز إهداره فيما يخل بالعمل المكلف به، لأن الموظف أجير خاص، والأجير الخاص منفعته مملوكة للمستأجر في مدة الإجارة. وراجعي في ذلك الفتويين: 117118، 327757.

وقد سئل الشيخ ابن عثيمين في فتاوى نور على الدرب عن خطر النفاق على العبد المسلم، فجاء في جوابه: النفاق الأصغر الذي لا يخرج من الإيمان، مثل قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان) . وقال: (أربع من كنَّ فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كان فيه واحد منها كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها) . فهذا نفاق أصغر لا يخرج من الملة، لكنه يخشى أن يتدرج بصاحبه حتى يصل إلى النفاق الأكبر. وإنني بهذه المناسبة أحث إخواني على الصدق في المقال، والوفاء بالوعد، وأداء الأمانة على الوجه الأكمل ... وكذلك أوصيهم بالقيام بما أوجب الله عليهم من أداء الواجبات: سواء كان ذلك بين الزوجين، أو بين المتعاملين، أو بين العامل المستأجر ومن استأجره، أو غير ذلك من المعاملات، حتى يسلم الإنسان من أن يتصف بشيء من صفات النفاق. اهـ. وانظر للفائدة الفتوى: 38588.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني