الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رتبة أثر: إذا رأيتم أخاكم قارف ذنبا...

السؤال

هل الحديث أو المصدر صحيح؟
عن ابن مسعود: "إذا رأيتم أخاكم قارف ذنبا، فلا تكونوا أعوانا للشيطان عليه..." رواه الطبراني في مكارم الأخلاق (35).
وجزاكم اللّه خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذا الأثر قد ورد في جامع معمر بن راشد: أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن ابن مسعود، قال: إذا رأيتم أخاكم قارف ذنبا، فلا تكونوا أعوانا للشيطان عليه، تقولوا: اللهم أخزه، اللهم العنه، ولكن سلوا الله العافية، فإنا أصحاب محمد كنا لا نقول في أحد شيئا حتى نعلم على ما يموت، فإن ختم له بخير علمنا أنه قد أصاب خيرا، وإن ختم له بشر خفنا عليه عمله. ورواه ابن المبارك في الزهد والرقائق، والطبراني في المعجم الكبير، والبغوي في شرح السنة، وأبو نعيم في حلية الأولياء.

وجاء في مكارم الأخلاق للطبراني: ثنا معاذ بن المثنى، ثنا محمد بن كثير، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن أبي مسعود قال: "إذا رأيتم أخاكم قارف ذنبا فلا تكونوا أعوانا للشيطان عليه، تقولوا: أخزاه الله، قبحه الله، ولكن قولوا: تاب الله عليه، غفر له".

وقد بحثنا عن هذا الأثر، فلم نجد من حكم عليه من أهل الحديث بصحة أو ضعف، لكن قال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد: رواه الطبراني، ورجاله ثقات، إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه. انتهى

وعليه؛ فإن هذا الأثر فيه انقطاع، والمنقطع من أقسام الضعيف؛ كما سبق في الفتوى: 40932.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني