الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الدعاء بـ: اللهم سخر لي الأرض ومن عليها...

السؤال

أرجو الإفادة عن الدعاء التالي. هل فيه أية مخالفات شرعية؟
"اللهم سخر لي الأرض ومن عليها، والسماء ومن فيها، وسخر لي الناس من حولي، ومن وليته أمري، وارزقني من حظوظ الدنيا والآخرة أجملها".
مع جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الأولى للمسلم دعاء الله -عز وجل- بالأدعية الجامعة لخيري الدنيا والآخرة -وأعلاها ما كان مأثورا في الوحي من الكتاب والسنة- وأن يبتعد عن الأدعية المحدثة المتكلفة، فعن عائشة قالت: كان رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلم - يَستحِبُّ الجَوامِعَ مِن الدُعاء، ويَدَعُ ما سِوى ذلك. أخرجه أبو داود وابن حبان في صحيحه، وصححه الحاكم.

والصيغة التي ذكرتها فيها تكلف ظاهر، فينبغي تركها .

وقد سئل الشيخ عبدالرحمن البراك: ما حكم الدُّعاء بهذه الصيغة: "اللهمَّ سخِّرْ لي أسبابَ السَّموات والأرض، أو اللهمَّ سخِّر لي ملائكة السَّماء وجنود الأرض" ؟

الجواب: لا إله إلا الله، أولى مِن ذلك أن تأتي بالكلام الذي لا إشكال فيه ولا شبهة فيه، قل "اللهم يسِّر"، وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِۦ يُسْرٗا [الطلاق: 4]، اللهم يسِّر لي أمري، كما قال موسى: رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِيٓ أَمْرِي [طه:25-26]، يسِّر لي أمري، اللهم هيئ لي مِن أمري رشدًا، كلامٌ سهلٌ واضحٌ، لكن النَّاس يريدون شيئًا يأتون به غريبًا، "سخِّر لي ملائكة السَّموات"! وإن كان الملائكة قد يُجري الله على أيديهم منافع كثيرة للعباد فهم يدعون للمؤمنين ويستغفرون لهم، فلا داعي لمثل هذا الدعاء الذي فيه تكلُّف، هذا أكثر ما أقول. اهـ.

وراجع الفتوى: 197939.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني