الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يكون العبد في ذمّة الله إن فاتته صلاة الصبح؟

السؤال

ماذا يفعل العبد المسلم إذا فاتته صلاة الفجر؛ حتى يكون في ذمّة الله؟ وما صحة القول: إن العبد لا تفوته الجماعة، إلا بسبب ذنب أذنبه؟ نسألكم الدعاء -بارك الله فيكم-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن من صلّى الصبح، فهو في ذمة الله تعالى، كما ثبت في الحديث الصحيح. وفي رواية أخرى صحيحة: من صلى الصبح في جماعة؛ فهو في ذمة الله. كما سبق في الفتوى: 281716.

وأكثر الشراح على أن المراد بالحديث التحذير من التعرض بالأذى لمن صلى صلاة الصبح.

وهناك من قال: إن المقصود بذمّة الله تعالى حفظه، ورعايته.

وراجع المزيد من كلام أهل العلم على هذا الحديث، في الفتويين: 225862، 368758.

وتحصينُ النفس يكون بأذكار الصباح والمساء, والإكثار من الدعاء, وذكر الله تعالى, وتقوى الله تعالى, والابتعاد عن المعاصي، فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا، فقال: يا غلام، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك... رواه الترمذي, وغيره, وصححه الشيخ الألباني. وراجع المزيد في الفتوى: 358798، وانظر الفتوى: 182101 أيضًا، وهي بعنوان: "من فاتته صلاة الفجر، فهل يحرم من حفظ الله في ذاك اليوم؟"

أما كون صلاة الجماعة لا تفوت أحدًا إلا بذنب، فهو قول منسوب لبعض السلف، قال الذهبي في كتاب الكبائر: وكان بعض السلف يقول: ما فاتت أحدًا صلاة الجماعة، إلا بذنب أصابه. اهـ.

ولم نقف على تعليق لأهل العلم على هذا الكلام، وانظر الفتوى: 304066.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني