الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاستهزاء بالعمامة والاستهزاء بلابسها

السؤال

لقد سمعت أنه من قال عميمة عالم ويقر بأنه استهزاء بهذا العالم، مع العلم بأن العمامة هي سنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقد كفر فما حكمكم؟ هل يجوز نقد أفعال العلماء؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:فالعمامة سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم الفعلية، فمن استهزأ بها مع علمه بسنيتها قاصداً بذلك الاستهزاء بالسنة، فالحكم عليه بالخروج من الإسلام غير بعيد، أما إن كان يقصد الاستهزاء بلابسها، فهذه معصية يجب عليه أن يتوب منها كسائر المعاصي والذنوب، وهي تدخل تحت قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ [الحجرات:11].وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 33741، والفتوى رقم: 5442.أما عن انتقاد العلماء والرد عليهم ومناظرتهم ممن هو أهل لذلك، فذلك لا بأس به، بل قد يكون واجباً في بعض الأحيان، لكنه مشروط بشروط منها: أولاً: أن يكون قصد الناقد النصح لا الفضيحة والتشهير.الثاني: أن يلتزم الأدب في كلامه، ويبتعد عن الألفاظ البذيئة والكلمات الجارحة. الثالث: أن يكون عالماً بالمسألة، عارفاً بالخلاف الوارد فيها، فإن أكثر المنتقدين في عصرنا، قد بدأوا حياتهم العلمية بالنقد، قبل أن يتعلموا. الرابع: أن ينصح العالم في ما بينه وبينه أولاً إن أمكن ذلك، ولمعرفة المزيد عن هذا الأمر راجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 33943، 6506، 11967، 19536، 11129.وننبه السائل إلى أنه تنبغي كتابة الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم كاملة دون رمز، كما ورد في السؤال مثل (صلعم) ونحوه، ولمعرفة ذلك راجع الفتوى رقم: 7334.والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني