الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا حرج في مراجعة الابن أباه فيما يرسله له من أموال

السؤال

أنا شاب مغترب مع زوجتي وأولادي، وأحتاج إلى مصاريف السكن والمدارس والمعيشة وغيرها.
أهلي: (أبي وأمي وأخي) في الوطن.
والدي له دخل متواضع من راتبه التقاعدي، ومقدار قليل من المال من إيجار شقة يملكها، ولا يكفي هذا الدخل لحياة كريمة.
أقوم بفضل الله بتزويد أهلي بما يحتاجونه من مصروفات من خلال مخصص شهري، ولكن بعد فترة من الزمن لاحظت تراكم الفواتير على منزلهم، ووجود نقص دائم في المال في المنزل. ويأخذ ثمن أي شيء يحضره للمنزل من مصروف أمي، مع أن المبلغ الذي أقوم بإرساله إليهم كاف لحياة كريمة لأسرة بكل راحة.
قمت بمراجعة والدي بالموضوع (غضب طبعا) وتبين لي أنه ينفق على أسر محتاجة من المال الذي أرسله إليه (لينفق على نفسه وعلى أمي وعلى أخي) ويقوم بصرف المال عليهم، وكذلك في بعض الأحيان الاقتراض لعمل ذلك (مع أنه مقصر في أداء الصلاة والصيام وغيرها من الطاعات)، ويمكن تسمية هذا التصرف ضعفا في إدارة المنزل، مع أن بإمكانهم العيش في بحبوحة من خلال الدخل المتوفر.
وكنت خلال الفترة الماضية أنفق على دراسة أخي الجامعية بما يتجاوز مجموعه 80 ألف ريال (تخرج منذ عدة أشهر بحمد الله).
ولي أخت ذات ظروف صعبة، وأسرة كبيرة وتحتاج إلى دعم بين فترة وأخرى (والغريب أن والدي ينفق المال على الأسر المحتاجة ولا يعطي لأختي (ابنته) أي شيء)؟
توقفت عن إرسال المبلغ لهم، وقصرته على إيجار المنزل الذي يسكنون فيه، ومصروف أمي الخاص، ومصروف أخي ودراسته كذلك (ما زال في المرحلة الثانوية)، ليتولى والدي الإنفاق على مصاريف المعيشة من راتبه التقاعدي وإيجار الشقة التي يملكها.
سؤالي: هل يحق لي مراجعة والدي في المال الذي أقوم بإرساله إليهم، علما أنه يصل أحيانا إلى أكثر من ثلث راتبي هنا، ويضطرني أحيانا إلى الاقتصاد الشديد مع أسرتي وأولادي، ولا أدخر شيئا لمستقبلي أو مستقبل أولادي ودراستهم؟
وما هو الإجراء الصحيح الذي يجب أن أتخذه حتى أخرج من موضوع عقوق الوالدين؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا حرج عليك في مراجعة والدك في المال الذي ترسله لأهلك، ولا يلزمك أن تعطي أباك شيئاً من المال إذا كان عنده ما يكفيه لحاجته، وراجع الفتوى: 104517.

لكن لا يجوز لك أن تسيء إليه، أو تعامله بجفاء أو غلظة، وإنما تعامله بأدب ورفق، وتواضع وتوقير، وبذلك تكون بعيداً عن العقوق.

واعلم أنّ إنفاقك على زوجتك وأولادك النفقة الواجبة بالمعروف، مقدم على غيره من النفقات، وإذا كان معك فضل مال بعد أداء النفقات الواجبة. فينبغي أن توازن بين ما تعطيه للتوسعة على أقاربك، وبين ما تحتاجه للادخار، وللفائدة، انظر الفتوى: 146121.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني