الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحصول على الدكتوراه بين رغبة الأم وإعراض البنت

السؤال

أنا أحمل شهادة البكالوريوس والماجستير، وأمي تضغط عليَّ بأن أكمل دراستي، وأحصل على الدكتوراه، وأنا لا أريد ذلك. وهي تراه بأنه عدم اكتراث مني لسعادتها. ودائما تحسسني بالذنب، وأراها تبكي بسبب هذا الموضوع. الأمر سبب لي ضغطا نفسيًّا لدرجة أنني أحيانا أتمنى الموت؛ لأنني لا أريد أن أكون عاقة بها، وفي نفس الوقت دراسة الدكتوراه ليست من أولوياتي في الوقت الحالي.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالضابط العام في طاعة الوالدين هو وجوب طاعتهما فيما فيه مصلحة لهما، ولا ضرر على الولد، ويمكنك مطالعة ذلك في الفتوى 76303.

ويبدو أن أمك تحب لك الخير، وترجو أن تبلغي درجة عليا تفتخر بك بسببها، ولا يظهر لنا وجوب طاعتها في ذلك، لكن إن أمنت أن يلحقك من هذه الدراسة ضرر، فالأولى أن تبريها نزولا عند رغبتها، واسترضاء لها.

فَبِرُّ الوالدة قربة من أعظم القربات، روى البخاري في الأدب المفرد والبيهقي تحت باب: ( بر الأم ) عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه أتاه رجل فقال: إني خطبت امرأة، فأبت أن تنكحني، وخطبها غيري، فأحبت أن تنكحه، فغرت عليها فقتلتها، فهل لي من توبة؟ قال: أمك حيَّة؟ قال: لا. قال: تب إلى الله عز وجل، وتقرب إليه ما استطعت. قال: عطاء بن يسار: فذهبت، فسألت ابن عباس: لم سألته عن حياة أمه؟ فقال: "إني لا أعلم عملاً أقرب إلى الله -عز وجل- من بر الوالدة".

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني