الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تجوز محادثة الخطيبة بعد الموافقة على الخطبة؟

السؤال

أنا شاب أعجبتني فتاة ذات خلق ودين، فتقدمت لأهلها، و-الحمد لله- وافقوا، وبما أن مكان عملي بعيد عنهم لم أتمكن من خطبتها حسب التقاليد المعروفة عندنا، ولكن أستغل كل فرصة لأذهب لأهلها، وأقابلها هناك مع إخوتها الذكور؛ لأنها يتيمة الأب، ولكن الفترة تكون وجيزة لتحضير الخطبة.
هل يعتبر موافقة أهلها خطبة، ويجوز لي بذلك محادثتها عبر الرسائل فقط. مع علم أهلها وموافقتهم بذلك، مع العلم أن مواضيع الرسائل تكون اطمئنانا عليها، وعلى دراستها بما أنها تدرس في منطقة بعيدة عن منزلها، ومواضيع دينية وتحفيزية على الالتزام بقراءة القرآن، وختمه، والمحافظة على صلاة الصبح ...الخ.
أفتوني أثابكم الله.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلم أولا أن حقيقة الخطبة هي التماس النكاح، فإن تقدمت لخطبة هذه المرأة، وتمت موافقة هذه المرأة ووليها على أمر الخطبة، فقد أصبحت مخطوبة لك، وإن كانت هنالك إجراءات اعتاد عليها الناس، ولم تفعل، فلا يعني ذلك أن الخطبة لم تتم، وراجع الفتوى: 33670، والفتوى: 141727.

وأما أمر حديثك معها أو مراسلتك لها، فلا يختلف حكمه في حال كونها مخطوبة لك أم لا؛ لأنها أجنبية عنك حتى يعقد لك عليها العقد الشرعي، فإن راسلتها أحيانا للحاجة، فلا بأس بذلك، ولكن اجتنب أن يتكرر منك ذلك، وأن تعتاده؛ لئلا يكون مدخلا للشيطان، وسببا للفتنة. ولمزيد الفائدة راجع الفتوى: 231139، والفتوى: 21582.

وننبه إلى أهمية المبادرة للزواج، وتعجيل أمره، فهو من الخير، وقد قال الله تعالى: فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ {البقرة:148}، ولأنه فيه مصالح قد تفوت بسبب شيء من العوارض، وسبق بيان بعض هذه المصالح في الفتوى: 376453.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني