الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعلّم البرمجة والتوقف عن الدراسة

السؤال

أنا شاب عمري 17 سنة، كنت أقرأ في الثانوية، ولديّ ميول للبرمجة، وبدأت التعلّم، وصناعة بعض الألعاب، والتطبيقات، وأردت أن أكمل المشوار في المستقبل، ولا يوجد في دولتنا شيء كهذا، والتخصص في الجامعة ليس في البرمجة، لكن كيف تستعمل الكمبيوتر فقط؛ لذا قرّرت أن أواصل في عملي، وتعلمي للبرمجة، وأن أتوقف عن الدراسة، وصليت الاستخارة لهذا الشيء -سواء كان خيرًا أم شرًّا-، وبدأت تتيسر الأمور بعد توقفي عن الدراسة، فقد وجدت كمبيوترًا قويًّا جدًّا بثمن رخيص، ولديّ إقبال كبير على الألعاب التي برمجتها، ولديّ زوار كثيرون لمواقعي، وبدأت أربح القليل من المال في الحلال، وقمت بتوقيف كل الإعلانات التي لها علاقة بالمحرمات.
وفي الفترة الأخيرة انقلب كل شيء عليّ، فالكمبيوتر توقف عن العمل، والألعاب لا أحد يلعبها، والمواقع ينخفض عدد الزوار فيها، واليوتيوب عمل قوانين جديدة، وعائلتنا متوسطة الحال، ولا أستطيع شراء معدات أخرى، فهل هذا يعني أني اخترت الخيار الخطأ؛ رغم تيسر الأمور في البداية، أم إن ذنوبي تمنع الرزق؟
أنا محافظ على الصلوات في الوقت، ولا أتوقف عن الدعاء، وأقرأ وأسمع القرآن كل يوم، وأصوم، وأتصدق، ولديّ ذنب عظيم جدًّا، وأحاول جاهدًا أن أتوب إلى الله منه، وهو العادة السرية، فكيف أتعامل مع الأمر؟ بارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالذي نتصوره أن تركك الدراسة كان قرارًا خاطئًا؛ إذ كان يمكنك الجمع بين هوايتك في البرمجة، وبين الاستمرار في الدراسة، ثم تنمّي قدراتك البرمجية بمزيد من الدراسة، والتخصص في المجال، ولو بالسفر إلى دولة يوجد فيها ذلك.

وعلى كل حال؛ فنحن ننصحك باستئناف دراستك، وأن تواصل هوايتك بما لا يتعارض مع الدراسة.

وأما ذنبك، فتب إلى الله منه، وجاهد نفسك حتى تتخلص من ذلك الذنب؛ فالله يعين من جاهد نفسه فيه، والزم الدعاء؛ فإن الهدى هدى الله.

واصحب أهل الخير والصلاح؛ فإن صحبتهم تعين على الخير.

نسأل الله أن يوفقك لأرشد أمورك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني