الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سورة البقرة تطرد الجن ولا يستطيعها السحرة

السؤال

ذهبت إلى امرأة تداوي بالقرآن فطلبت مني قراءة سورة البقرة كل يوم مرة لمدة 20 يوماً، وهي تستعين بالجن، هل هذا حرام أم حلال؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقراءة سورة البقرة من الأسباب القوية -بإذن الله- للعلاج، خاصة المتصل بالمس الشيطاني والسحر، فقد ثبت في فضلها أنها تطرد الجن ولا يستطيعها السحرة، خصوصاً أن فيها آية يستعان بها في إبطال السحر، وهي الآية 102: وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ [البقرة:102]، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال فيها: إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة. رواه مسلم. وعليه فلا بأس -إن شاء الله- أن تلتزمي بطلب هذه المعالجة بالقرآن، وتقرئي سورة البقرة المدة التي تراها مناسبة. أما الاستعانة بالجن فالصحيح أنها حرام لأن الاستعانة بهم وسيلة للشرك بالله، خاصة أنه لا يعرف يقيناً المسلم منهم والكافر، ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه أنهم كانوا يستعينون بالجن في العلاج ولا غيره، وغالباً ما توقع الاستعانة بهم في أمور محرمة شرعاً. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني