الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم نظر المرأة للرجال

السؤال

أعلم أنه يجوز للنساء رؤية وجوه الرجال دون شهوة، ولكن الشهوة شيء لا يمكن التحكم فيه.
أحيانا قد أرى رجلاً وسيما وتتحرك مشاعري، فأنظر إلى وجهه؛ لأرى تعابيره أثناء الكلام، ولا ألتفت إليه دون حاجة. وأحاول أن لا ألتفت إلى الشهوة، ولا أستغرق بالتفكير فيها وأقطعها.
فهل علي إثم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهنالك خلاف بين الفقهاء في حكم نظر المرأة للرجال من غير شهوة، فمنهم من ذهب إلى أنها لا يجوز لها النظر إليهم مطلقا، ومنهم من أجاز لها ذلك، كما بينا في الفتوى: 7997.

وقد رجحنا فيها جواز النظر لغير شهوة، وخاصة عند الحاجة. فإن كان نظرك للرجل لغير شهوة، فلا إثم عليك. ولكن إن كان الرجل وسيما -مثلا- فقد يكون ذلك ذريعة للنظر إليه بشهوة، والفتنة به.

ولا يخفى عليك أن الشيطان عدو الإنسان، وأنه قد يتعاهد مجرد الفكرة حتى تثمر ثمارا مرة، ولذلك حذر الله من شره، فقال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ{النور:21}.

ويقول ابن القيم في كتاب الفوائد: دافع الخطرة، فإن لم تفعل صارت فكرة. فدافع الفكرة، فإن لم تفعل صارت شهوة. فحاربها، فإن لم تفعل صارت عزيمة وهمة. فإن لم تدافعها صارت فعلا. فإن لم تتداركه بضده صار عادة، فيصعب عليك الانتقال عنها. اهـ.

والعاقل لا يفتح على نفسه أبواب الشر، بل يعمل على إغلاقها وحماية نفسه منها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني