الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحكام وشروط الاستصناع الموازي

السؤال

أنا تاجرة، أبيع سلعا وهدايا للمناسبات على الانستغرام، وطريقة العمل كالآتي:
1- أعرض للمنتج الواحد أكثر من صورة على الصفحة، وأحيانا فيديو( المنتجات من أخت تقوم بصنعها في البيت على حسب الطلب).
2- في حال أعجبت الزبونة بمنتج معين، يتم الاتفاق معها على كافة التفاصيل؛ نظرا لأن البضاعة تصنع على الطلب، وبزينه معينة، واسم معين. عندها يتم الاتفاق على دفع مبلغ عربون على أن يتم تسليم البضاعة، وباقي المبلغ بعد أسبوعين.
3- أقوم بتحويل سعر البضاعة للأخت التي تحضر الهدايا مع كافة التفاصيل المطلوبة.
4- تحضر الهدايا الأخت، وترسل لي صورا حتى أرسلها للزبون للتأكد من أنها نفس الطلب.
5- أقوم بتحويل مبلغ الشحن لشركة الشحن.
6- عند استلام البضاعة أقوم بتفحصها للتأكد من عدم وجود أي عيب، وأقوم بتصويرها فيديو.
6- أرسلها للزبونة، وبدورها تسلم السائق أو المندوب باقي المبلغ. بعد التأكد من أن البضاعة سليمة.
هل هذا البيع جائز شرعا أو لا؟ أرجو التوضيح.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالمعاملة المذكورة تسمى في العرف المعاصر (الاستصناع الموازي)، وهو يتضمن إجراء عقدين منفصلين؛ أحدهما مع العميل، والآخر مع الصانع، ويحصل الربح من اختلاف الثمن في العقدين.
وقد أجازه جمع من أهل العلم المعاصرين، وأقره مجمع الفقه الإسلامي، وقد جاء في المعايير الشرعية الصادرة عن هيئة المراجعة و المحاسبة الشرعية للمؤسسات المالية الاسلام: المعيار الشرعي رقم: (11) الاستصناع والاستصناع الموازي:
2/ 1 إبرام عقد الاستصناع مباشرة أو بعد المواعدة.
2/ 1/1 يجوز إبرام عقد الاستصناع بين المؤسسة والمستصنع ولو لم يسبق ذلك تملك المؤسسة للمبيع أو للمواد المكونة له.
2/ 2/1 عقد الاستصناع ملزم للطرفين إذا توافرت فيه شروطه، وهي: بيان جنس الشيء المستصنع ونوعه وقدره وأوصافه المطلوبة ومعلومية الثمن وتحديد الأجل إن وجد. ويثبت للمستصنع الخيار إذا جاء المصنوع مخالفا للمواصفات المشروطة.
2/ 2/3 لا يجوز اشتراط الصانع البراءة من العيوب في عقد الاستصناع.
3/ 1/1 لا يجوز عقد الاستصناع إلا فيما تدخله الصنعة وتخرجه عن حالته الطبيعية. فما دام الصانع التزم بالعين المصنوعة صح الاستصناع.
3/ 1/2 يجوز التعاقد على صنع أشياء تصنع بأوصاف خاصة يريدها المستصنع ولو لم يكن لها مثيل في السوق، بشرط أن تكون مما ينضبط بالوصف. ويجوز أن يكون محل الاستصناع من الأشياء التي يكثر أمثالها في السوق ويحل بعض وحداتها محل بعض في أداء الالتزام بسبب صنعها بمواصفات موحدة، ويستوي في ذلك أن يكون المصنوع للاستهلاك أو للاستعمال مع بقاء عينه.
3/ 2/2 يجوز تأجيل ثمن الاستصناع، أو تقسيطه إلى أقساط معلومة لآجال محددة، أو تعجيل دفعة مقدمة وتسديد باقي الثمن على دفعات متوافقة مع مواعيد التسليم لأجزاء من المصنوع. ويجوز ربط الأقساط بمراحل الإنجاز إذا كانت تلك المراحل منضبطة في العرف ولا ينشأ عنها نزاع.
6/ 1 تبرأ ذمة الصانع بتسليم المصنوع إلى المستصنع أو تمكينه منه، أو تسليمه إلى من يحدده المستصنع.
6/ 2 إذا كان المصنوع وقت التسليم غير مطابق للمواصفات فإنه يحق للمستصنع أن يرفضه، أو أن يقبله بحاله، فيكون من قبيل حسن الاقتضاء. ويجوز للطرفين أن يتصالحا على القبول ولو مع الحط من الثمن.
7 - الاستصناع الموازي:
7/ 1 يجوز أن تبرم المؤسسة بصفتها مستصنعا عقد استصناع مع الصانع للحصول على مصنوعات منضبطة بالوصف المزيل للجهالة وتدفع ثمنها نقدا عند توقيع العقد، لتوفير السيولة للصانع، وتبيع لطرف آخر بعقد استصناع مواز مصنوعات تلتزم بصنعها بنفس المواصفات ما اشترته، والى أجل بعد أجل الاستصناع الأول وهذا بشرط عدم الربط بين العقدين. انتهى.

وعليه؛ فالظاهر لنا أنّ المعاملة المذكورة جائزة شرعاً.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني