الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

عمري 19 سنة، عندي رعب من مسألة الجن؛ لأني عندما كنت طفلا كان الكثير من أقاربي مصابا بمس أو سحر. تربيت منذ صغري على الرعب من هذه الأشياء. أصبحت عندي أعراض؛ فذهبت لأكثر من شيخ، قال لي: أنت سليم. ارتحت لفترة، لكن رجعت.
هذه المرة كلما سمعت رقية في الجوال، أحس بنبض في بطني، وخوف غير طبيعي، لدرجة أني عندما أذهب لأسلم على شيخ، أسلم فقط أشعر بخوف وصعوبة في التنفس.
هذه المرة تختلف عن كل مرة سابقا كنت أذهب فيها لشيخ يرقيني، فلم أكن أشعر بخوف، لكن الآن فقط بمجرد السلام عليه أشعر برعب.
هل هذا تأكيد على الإصابة؟
وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذا الخوف الذي تعاني منه خوف مرضي مذموم، فعليك أن تتخلص منه، وتعلم أن كيد الشيطان ضعيف.

وأن الجن لا يتسلطون على البشر إلا بتسليط البشر إياهم عليهم بخوفهم منهم، واستعاذتهم بهم، ولجوئهم إليهم، كما قال تعالى: وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا {الجن:6}.

فتوكل على الله، وفوض أمرك إليه، وأحسن ظنك به، ووثق علاقتك به سبحانه.

واعلم أنه جل اسمه يكفيك كل ما أهمك وغمك، ويكفيك شر الأشرار من شياطين الإنس والجن، فالزم الأذكار الموظفة، وارق نفسك باستمرار، وأدم قراءة آية الكرسي والمعوذات.

والزم طاعة الله تعالى والحفاظ على فرائضه، وأخرج هذا الخوف المرضي من قلبك، ولا تفكر فيه؛ فإنه يذهب عنك بإذن الله.

وكثير ممن زعمت أنهم مصابون بالمس، يكونون مصابين بأعراض نفسية أو نحو ذلك، فعليك أن تتخلص من هذا الوهم، وألا تبالي به، وأن تعيش حياتك بصورة طبيعية، مع الالتزام بالأذكار والرقى والتحصينات النبوية؛ ففيها خير كثير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني