الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج العلاقة الزوجية المتأزمة

السؤال

أنا امرأة تزوجت قبل تسع سنوات وكان هذا الزواج بدون حب ومن ذلك الحين وأنا أعاني المشاكل العائلية مع زوجي ومن ثم اكتشفت أنه على علاقة مع غيري من قبل الزواج علماً بأني أعاني فراغاً كبيراً في حياتي لا يتكلم معي ولا يحادثني ولا يسأل حتى عن حالي ومنذ سنة تقريبا ولا أدري كيف وقعت في حب شخص آخر ومنذ ذلك الحين وأنا في عذاب مستمر أشعر بأني خنت الحياة الزوجية مع أنني لم أفكر حتى أن ألتقي أو اتكلم معه. أرجو أن تجدوا لي حلاً لهذه المشكلة ولكم مني خالص الشكر والعرفان.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فعليك أن تقطعي من قلبك دابر حب ذلك الشخص تماماً وأن تتناسي ذلك بتاتاً، ويحرم عليك أن تفعلي أي شيء من شأنه أن يزيد ذلك الحب، أو يعمل على تطويره بأي شكل من الأشكال.
ثم عليك أن تصارحي زوجك وتفاتحيه في المشكلة التي تعانين منها، بالنسبة له هو من إعراضه عنك وتعلقه بغيرك، فإما أن يمسكك بمعروف، وإما أن يفارقك بإحسان، كما أمر الله تعالى بذلك فقال: (فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان) [البقرة: 229]. وقال تعالى: (وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف ولا تمسكوهن ضراراً لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه) [البقرة: 231]. وقال تعالى: (وعاشروهن بالمعروف) [النساء: 19]. وقال تعالى: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) [النساء: 228].
وعليك أنت أن تفعلي ما من شأنه أن يحببك إليه وتزيلي كل ما يسبب التنافر وعدم التآلف، فإن قمت بما عليك له من حقوق ولم يقم هو بما عليه ولم تستطيعي الصبر معه، فلك أن تطالبيه بأن يسرحك بإحسان كما أمر الله تعالى، لعل الله تعالى أن يرزقك زوجاً غيره. هذا إذا لم يكن عندك منه أولاد، فإن كان لك منه أولاد فننصحك بالصبر والبقاء معه، والالتجاء إلى الله أن يصلح حاله، فإن فراقكما مع وجود الأولاد فيه من المفاسد ما هو أعظم من مفسدة بقائك معه بقاء مشوباً ببعض المنغصات. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني