الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قول: اللهم أنصفني

السؤال

ما حكم قول: اللهم أنصفني؟
رأيت هذا القول في أحد البرامج، فأحسست لا شعوريا أن هذا القول مسيء لله سبحانه.
وجزاكم الله خير الجزاء عما تقدمونه من جميع أعمالكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان المقصود بالدعاء: (اللهم أنصفني ) هو أن ينتصر الله للداعي ممن ظلمه من المخلوقين، فلا إشكال في العبارة، فالإنصاف بمعنى القسط والعدل.

قال الغزالي: في معنى اسم الله [المقسط]: هو الذي ينتصف للمظلوم من الظالم، وكماله في أن يضيف إلى إرضاء المظلوم إرضاء الظالم، وذلك غاية العدل والإنصاف، ولا يقدر عليه إلا الله سبحانه وتعالى .اهـ. من المقصد الأسنى.

وقال الشيخ عبدالرحمن البراك: ومن انتصار المظلوم لنفسه أن يدعو على الظالم من غير أن يعتدي، يدعو عليه بأن الله ينصفه منه، يقول: اللهم أنصفني منه، اللهم انصرني عليه. اهـ

وأما إن كان المقصود هو أن ينصف الله الداعي من ذاته العلية سبحانه: فلا ريب في أن هذا المعنى في غاية البشاعة والشناعة؛ لما فيه من نسبة الظلم إلى الله، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ {النساء:40}، وقال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ {يونس:44}، وقال تعالى: وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا {الكهف:49}.

وفي صحيح مسلم عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال: يا عبادي؛ إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرما، فلا تظالموا ... الحديث.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني