الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تباعد المصلين في الصفوف خوف انتقال العدوى

السؤال

طبقًا للتعليمات الصحية الوقائية من المتخصصين في هذه الأيام -نسأل الله تعالى أن يحفظنا جميعًا من كل مكروه وسوء-، وضرورة وجود مسافة بين الأفراد، اقترح إمام المسجد التباعد، وعمل مسافة (الفرجة) بين كل مُصَلٍّ والآخر أثناء صلاة الجماعة، وأن هذا أفضل من تركنا الصلاة بالمسجد، ولكن بعض الإخوة قالوا: إن هذا بدعة، ولا يجوز ترك فرجة بين المصلين. أرجو الإفادة -جزاكم الله خيرًا-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا حرج في تباعد المصلين في الصفوف اتقاء لانتقال العدوى، وقد بسطنا القول في هذه المسألة في الفتوى: 420427.

والنظر الصحيح يقتضي أن إقامة الجُمعات والجماعات مع تباعد المصلين، أحسن وأولى من ترك إقامتها بالكلية.

بل ينبغي أن يقال: إنه لا يسوغ ترك إقامة الجُمعات والجماعات في الحالة المسؤول عنها، إن كان تباعد المصلين في الصفوف كافيًا في اتقاء انتقال العدوى بين المصلين.

وإذا كانت السنة قد جاءت بالجمع بين الصلاتين من أجل المطر؛ مراعاة لإقامة الجماعة في المساجد، على حساب شرط من آكد شرائط الصلاة، وهو الوقت، مع إمكان الصلاة في البيوت، فمن باب أولى إيثار إقامة الجمع والجماعات مع تباعد المصلين، على الصلاة في البيوت.

بل إن بعض العلماء يرى أن صلاة الرجل مع الجماعة جالسًا أولى من صلاته في بيته قائمًا، كما نقلناه في الفتوى: 321787، فكيف الشأن في مسألتنا!؟

وأما إقحام قضية الابتداع في مناقشة المسألة، فلا وجه له؛ لأنه لم يزعم أحد أن التباعد بين المصلين سنة، وقربة؛ ليُرد عليه بأنه بدعة! بل الكلام كله هو في تقرير أن التباعد بين المصلين رخصة واستثناء لدفع خطر الوباء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني