الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصيحة للزوجين اللذين ابتليا بالعادة السرية ومشاهدة الأفلام الإباحية

السؤال

أنا امرأة متزوجة منذ أربع سنوات، وأحب زوجي جدًّا، وهو يحبني جدًّا، وقد كان زوجي مستقيمًا، ولا يأتي فعلًا يغضب الله، ورزقت منه -بفضل الله- بطفلتين، ولكني ابتليت بمشاهدة الأفلام الإباحية، وممارسة العادة السرية من قبل زواجي بأربع سنوات، ورغم أن زوجي مكتمل الرجولة في كل شيء، إلا أنني لم أستطع الاستغناء عن العادة السرية، علمًا أنني لم أكن أصلي، ولا أقرأ القرآن في تلك السنين، ومنذ فترة اكتشف زوجي ذلك، فانهار في البداية حزنًا وبكاء، ثم بدأ يحاورني، ويسألني عن الأسباب التي دفعتني لفعل ذلك الفعل القبيح، علمًا أن زوجي لا يعاني من أي مشاكل جنسية، ثم بعد اكتشافه بشهر بدأ هو بمشاهدة الأفلام الإباحية، وممارسة العادة السرية انتقامًا مني؛ لأنه اكتشف أني في بعض الأيام شاهدتها وهو نائم بجواري، فأصبح كل نهاره وليله على الأفلام الإباحية، ثم تعرف إلى فتاة في تطبيق دردشة على هاتفه، وأصبح يمارس معها العادة السرية، وكشف كل منهما عورته للآخر، ثم أصبح كلامه معها في كل شيء، حتى أنه حكى لها عن حياته، وعمله، وعن ما اكتشفه عني، ويقول: إنه لن يتزوجها لأنها لا تشرفه، وإنه فقط يتسلى، ولكنه لا يستطيع أن يبتعد عنها أكثر من يومين، فهو يكلمها حتى وهو صائم في نهار رمضان.
وتغيرت معاملته معي كثيرًا، وأصبح يضربني ضربًا مبرحًا على وجهي، وجسدي، وأصبح يدعو عليّ، وعلى أطفاله مني.
ومنعني من أهلي، وفضحني عند أبي وأمي، رغم أنه عندما اكتشف في بداية الأمر لم يضربني، بل كان يحنو عليّ عندما أبكي ندمًا، وهو الآن يقول: إنه لا مانع لديه من طلاقي، ولكني لا أقوى على العيش بدونه، فهو زوجي وحبيبي، وأريد أن أعوّضه عن خطئي وذنبي، وبناتي ما زلن صغيرات، فأكبرهن عمرها 3 سنوات، ولا أريد أن ينشأن بين أبوين منفصلين.
وقد تبت إلى الله، وأحمد الله كل يوم أنه لم يقبض روحي وأنا على معصية، وأصبحت لا أترك فرضًا، ولا سنة، ولا نافلة، وأصبح لي ورد يومي، وأدعو الله قدر استطاعتي، وأسأله المغفرة والثبات على الطاعة، فماذا أفعل؟ وأسألكم مناصحة زوجي بكلام يدخل قلبه حينما يقرؤه، كما أسألكم الدعاء لي ولزوجي ولبناتي بصلاح حالنا. جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يصلحك وزوجك، ويتوب عليكما، ويصرف عنكما السوء، ويصلح لكما في ذريتكما.

والذي نوصيك به أن تستعيني بالله، وتجتهدي في استصلاح زوجك، وإعانته على التوبة، والاستقامة على طاعة الله، بتذكيره بالله عزّ وجلّ، وتخويفه عقابه، وحثّه على مصاحبة الصالحين، وحضور مجالس العلم والذكر، والإلحاح في الدعاء له بالهداية.

ووصيتنا لزوجك أن يتقي الله تعالى، ويبادر بالتوبة النصوح، ويعاشرك بالمعروف.

وعليه أن يستشعر نظر الله إليه، واطلاعه عليه في كل حال، وأن يتفكر في موقفه بين يديه يوم القيامة، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [الحشر:18]، وقال تعالى: يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ [آل عمران:30].

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني