الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اختيار الطلاق غالبا لا يكون هو الأفضل

السؤال

حصل طلاق بيني وبين زوجتي، بسبب أنها رفعت صوتها على أمي بعد زواج دام 9 سنوات. ووصلت لمرحلة الاختيار بين: زوجتي، وأولادي 2، وأهلي؛ فاخترت أهلي.
أريد أن أتأكد أن اختياري صحيح، وخاصة أني علمت أن والدي منذ زمن وهو يتمنى أن أغير الزوجة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلم تخبرنا كيف أنك صرت بين هذين الاختيارين، حتى نخبرك ما إن كان اختيارك هو الصحيح أم لا؟

وما يمكننا قوله هو: أنه ينبغي للزوجين أن يكون بينهما التفاهم والحوار، وأن يحترم كل منهما الآخر، ويقوم بواجبه تجاهه، وبذلك تدوم العشرة وتزداد المودة، ويتحقق أهم مقصد من مقاصد الشرع في الزواج وهو السكون والاستقرار كما قال تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {الروم:21}.

ومن اليسير المصير إلى الطلاق، ولكن من العسير أن يتحمل الزوجان عواقبه، وخاصة مع وجود الأولاد، فقد يضيعون ويفسد حالهم، ومن هنا لا ينبغي المصير للطلاق إلا إذا استحالت العشرة وترجحت المصلحة، ولذلك قد يكون الطلاق هو الأصلح أحيانا وقد لا يكون كذلك، وراجع الفتويين: 73889 ، 233518.

ولا يلزم الزوج أن يطلق زوجته لمجرد رغبة والديه، بل لو أمراه أو أحدهما لم يكن عليه الطاعة إن كانت الزوجة صالحة ومستقيمة، كما هو مبين في الفتوى: 130594.

فمهما أمكن تجاوز الخلافات وجمع شمل الأسرة، كان أفضل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني