الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مدى صحة نبوءة إبراهيم بن سالوقيه في كتاب أخبار الزمان

السؤال

ظهرت في الأيام القليلة الماضية، وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب كورونا، والأحداث التي حصلت ما يعرف بنبوءة العالم إبراهيم بن سالوقيه المتوفى سنة 463 هجرية، ونشر هذا المقطع نصًّا من كتاب له اسمه كتاب: أخبار الزمان في الصفحة: 365 (حتى إذا تساوى الرقمان 20=20، وتفشى مرض الزمان، ومنع الحجيج، واختفى الضجيج، واجتاح الجراد، وتعب العباد، ومات ملك الروم من مرضه الزؤوم، وخاف الأخ من أخيه، وصرتم كما اليهود في التيه، وكسدت الأسواق، وارتفعت الأثمان، فارتقبوا شهر مارس زلزال يهدد الأساس، يموت ثلث الناس، ويشيب الطفل منه الرأس).
ما نصيحتكم لمن يتداولون مثل هذا الكلام، ويصدقونه حتى ننصحهم ونقنعهم؟ وهل إبراهيم بن سالوقيه عالم معروف من علماء السلف في الحديث، أو في التاريخ، أم هو شخص لديه سمعة غير جيدة؛ كالدجالين، وغيرهم؟ فقد بحثت في الإنترنت فلم أجد له دليلًا. أفيدونا -جزاكم الله خيرًا-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالأمر كله لا يعدو حديث خرافة! فليس هناك عالم من السلف، ولا من الخلف، لا في الحديث، ولا في التاريخ، يسمى: إبراهيم بن سالوقيه، فما هو إلا شخصية مخترعة مزعومة، يظهر أن الغرض من اختراعها هو نسبة هذه النبوءات إليها!

وأما كتاب: (أخبار الزمان) فهو لأبي الحسن علي بن الحسين المسعودي، المتوفى سنة: 346هـ، فأتى مزيف شخصية ابن سالوقيه، وبدّل أرقام تاريخ وفاته وجعله سنة: 463.

وعلى أية حال؛ فالمسلم لا يحتاج في دينه، ولا في دنياه إلى مثل هذه الخرافات السمجة المكشوفة.

وإذا تعلق الأمر بالإخبار عن الغيب، كان أشد مقتًا، وأكذب قيلًا، وانظري للفائدة الفتوى: 111418.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني