الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بقاء المرأة مع زوج يتواصل مع نساء أجنبيات

السؤال

هل يجوز للرجل البقاء على تواصل لتبادل التهاني، والسؤال عن أحوال نساء لم يعدن يعملن معه منذ سنوات، أو أمهات تلاميذ انتهت دراستهم عنده منذ عشرات السنين؟ مع العلم أنهنّ جريئات لدرجة الاتصال منتصف الليل للكلام عن أمور لا علاقة لها بالعمل، بل مجرد فضفضات، وضحك، ومزاح، وتعبير بعضهنّ عن الاشتياق إليه، وأن له مكانة عزيزة في قلوبهنّ، والإكثار من الاطراءات بينه وبينهنّ.
أفكر في الطلاق بسبب هذا التواصل لغير مصلحة، وكلما عبرت عن رفضي للوضع، جنّ جنونه، وأمطرني بوابل من الإهانات، والكلام الفاحش، وقد يصل إلى التكسير، ومحاولة الضرب، والتهديد بالإذلال، والقتل، والافتراء عليّ، مع أنه معروف خارج البيت بتدينه، ولا أحد يعرف عنه ما أعرف أنا وأولادي الذين يتعرضون للعنف اللفظي، والنفسي، والبدني كلما حدثت مواجهة بيني وبينه بسببهنّ.
صبرت 17 سنة، ولم تعد نفسيتي ولا أعصابي تطيقان ما يحدث، وكل مرة يحلف بالله أنه لن يتواصل، وما إن تطل إحداهنّ إلا ويعود للتواصل، وأحظرهنّ من مختلف التطبيقات، فيفك الحظر؛ ليجدن الطريق إليه، ووصل للخروج والاتصال خلسة.
ويحلف على كتاب الله أنه لم يتصل، وهو قد اتصل، ويرد على أوقح واحدة بينهنّ، ويحذف المحادثات، وينكشف حين يأتيه رد لم يره.
لم يعد هذا الزواج سكنًا لي ولأولادي، وإنما مجرد حالة اجتماعية غير سوية.
تزوجته لتدينه، ورفض أن أعمل؛ بحجة أن المدير يتواصل مع العاملات في منتصف الليل، وأنه يختلي بالمدرسات في مكتبه حتى ساعة متأخرة، ويُوصلهنّ بسيارته، وما رأيت كل هذا عند غيره من مدراء المدارس في العائلة إلا عنده. جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كان الحال كما ذكرت من تواصل زوجك مع النساء الأجنبيات على الوجه المذكور في السؤال؛ فهذا غير جائز.

والواجب عليه؛ أن يتقي الله، ويقف عند حدوده، ويغلق أبواب الفتنة، ويسد ذرائع الشر.

ولا يجوز له أن يسيء إليك، أو يهددك بسبب نهيك له عن المنكر، بل الواجب عليك أن ينتهي عنه، ويعاشرك بالمعروف.

ومع ذلك؛ فلا ننصحك بالسعي في مفارقة زوجك بالطلاق، أو الخلع، ولكن ننصحك بالاستعانة بالله تعالى، والصبر، والسعي في استصلاح زوجك بالرفق، والحكمة، وحسن التبعل له، والتعاون معه على طاعة الله، والإلحاح في دعاء الله تعالى، مع إحسان الظن به، فإنّه قريب مجيب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني