الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجوز الدعاء بورد الفاتحة المنسوب للإمام الجيلاني؟

السؤال

جزاكم الله خيرا. قرأت عن دعاء يسمى ورد سورة الفاتحة، للشيخ عبد القادر الجيلاني، وفي نص الدعاء.
بسم الله الرحمن الرحيم
‏الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ: مُنوِّرُ أبْصَارِ العَارفِينَ بِنُور المعْرفَةِ واليَقِينِ، وجَاذِبِ أَزِمَّةِ أسْرَارِ المـُحقِّقينَ بِجذبات القُرْبِ والتَّمْكِينِ، فَاتِحُ أقْفَالِ قُلُوبِ المـُوَحِّدينَ بِفَاتِحةِ التَّوْحيدِ والفَتْحِ المـُبينِ، الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ ... إلى نهاية الدعاء)
وأريد التأكد من صحة هذا الدعاء؟
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذا الدعاء مما ينسبه بعض الصوفية للشيخ عبد القادر الجيلاني -رحمه الله تعالى- وأنه وارد ضمن أوراده وهو الورد المسمى بورد الفاتحة.

فقد جاء في بعض كتبهم: ورد الفاتحة للإمام الجيلاني:.. وهو قراءة الفاتحة الشريفة مائة مرة، مقسمة على الصلوات الخمسة،... وَصِفَتُهُ: ثَلاثُونَ مِنَ الفَاتِحَةِ بَعْدَ صَلاةِ الصُّبْحِ، وَخَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ بَعْدَ الظُّهْرِ، وَعِشْرُونَ بَعْدَ العَصْرِ، وَخَمْسَةَ عَشَرَ بَعْدَ الْمَغْرِبِ، وَعَشَرَةٌ بَعْدَ العِشَاء. ثم بعد تمام المائة يقرأ دعاء الفاتحة للشيخ عبد القادر (3 مرات)، واعلم أَنَّ من واظب عليه فإنه يرى العجب من فوائده، ....اهـ.

ولا ندري صحة نسبة ذلك له من عدمها. ومهما يكن من أمر فإن تحديد هذه الأعداد وتوقيتها، والوعد بالثواب المترتب عليه؛ كل ذلك مما لا يعلم إلا عن طريق الوحي، فمن عمل بشيء منه والتزم به من غير دليل، فعمله ذلك معدود من البدع المحدثة المردودة على صاحبها، ولا أجر له فيها، وخير العمل هو اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم.

واعلم أخي الكريم: أن في الأذكار والأدعية المشروعة في الكتاب والسنة الصحيحة، غنىً وكفاية لمن أراد التعبد والتقرب إلى الله، وهي مشتملة على أجور كثيرة وثواب عظيم مضمون لصاحبه إن أخلص لله. وقليل العمل والقول في السنة، خير من كثيرهما في البدعة، كما قاله ابن عباس رضي الله عنه.
ولمزيد الفائدة حول الدعاء وما يجوز فيه وما لا يجوز، وكذلك عن الطرق الصوفية؛ انظر الفتاوى: 410887، 57658، 52405، 107390، 137066.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني