الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأفضل التفاهم مع الزوج المتقدم حول الدراسة والعمل

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر 17 سنة، أعيش في دولة أجنبية، وأحمل الجنسية.
أنا من أسرة محافظة، ومرتبطة بالعادات والتقاليد. أوقفني أخي عن الدراسة لمدة سنتين من دون سبب، رغم أني والله عزيزة عند نفسي أكثر مما أنا عندهم، وأسعى لحفظ شرفي وأرى بوالدي شباب العالم. ويعلم الله أني لم أختلط بشاب، ولم أتحدث لزميل، ولم أجالس طالبا.
وللعلم أنا محجبة ومنقبة أيضا، ولكن كل هذا لم ينفع، فقد أوقفني أخي بحجة أنه ليس لدينا فتيات يدرسن.
بالله عليكم بأي عصر نحن هل عدنا لعصر الجاهلية؟ ألم يأت الإسلام لينقذنا من الجهل؟
لم أستسلم، وظللت أجاهد طول هذه السنتين؛ لأعود إلى المدرسة، وعدت بالفعل، ولكن كانت هناك ضريبة، كان علي أن أوافق على الخطبة من ابن صديق والدي الذي يعيش في أرض الوطن، والذي لا يعرف عني شيئا، وأنا كذلك.
وسبب تقدمه لي هو أني أحمل الجنسية، وسبب موافقتي عليه هو أنه الملاذ الوحيد والآمن لإكمال دراستي؛ لأنه لن يكون لهم حجة؛ ليمنعوني من إكمال الدراسة، للعلم والدتي أخبرتني أنهم متعلمون ومثقفون، وملتزمون أيضا، وأنه سيسمح لي حتى بإكمال الجامعة؛ فسررت بما سمعت، وقلت هذا ما أريد.
وماذا إذا كان سببه هو أني أحمل الجنسية، فقد يكون هذا رزقه من الله، وما أنا إلا سبب.
وافقت، وتم العقد، وعند ما انتهى الأمر وأصبحنا نتواصل لكي نعرف بعضنا أكثر؛ اكتشفت أني خدعت، فقد أخبرني بعد أن فاتحته بالموضوع أنه ليس عندهم فتيات يدخلن الجامعة. وكانت صدمة بالنسبة لي، فأنا لم أوافق عليه إلا لأني ظننت أنه سيدعمني، وأنه كما قالوا. مع العلم أنه فعلا مثقف وذو خلق ودين، ولكنه ليس ما تمنيته، فأنا أنثى لي كيان. وهو رجل يرى أن المرأة مجرد شيء.
حاولت أن أفهمه، وأن أقنعه، ولكنه يخبرني دائما أني مفتونة، وأن هذه المواضيع مضيعة للوقت.
أصبحت أكرهه، لا أريده، وأكره كوني أنثى، وأكره وجودي أيضا. أبكي كل يومين على الأقل، وأنا أبكي، أستغفر الله لأني أبكي اعتراضا، ولكن الأمر أصبح لا يطاق. أصبحت ألعن نفسي كل يوم أني أنثى.
ماذا علي أن أفعل وأسأل نفسي: لماذا هن يحصلن على الحياة والثقة التي نستحقها نحن العفيفات؟ لماذا لا يحق لي أن أختار طريقة حياتي إن كانت تحت ضوابط وشرائع الله؟
لم أعد أحلم بالحياة معه، بل وخائفة من أن يقترب موعد الزفاف، فهو لا يختلف عن أسرتي، ولا عن تفكيرهم، بل زاد عنهم بأنه يؤمن بحق تعدد الزوجات، فوالده متزوج من اثنتين وأعمامه أيضا، وأنا من المستحيل أن أرضى بهذا.
هل علي أن أفسخ العقد؟ ماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما دام هذا الشاب الذي عقد عليك صاحب خلق ودين؛ فلا تسعي لمفارقته، فإنّ الطلاق أو الخلع منهي عنه شرعاً لغير مسوّغ. وراجعي الفتوى: 356533
وتفاهمي مع زوجك في مسألة الدراسة الجامعية، وقدمي إرضاء ربك على ما سواه، واعلمي أنّ الزوج الصالح من أسباب سعادة المرأة في الدنيا والآخرة.
ولا يخفى عليك؛ أنّ حقّ الرجل في الزواج بأكثر من واحدة؛ ثابت بنصّ القرآن، ولا يشكّ مسلم في إباحته لمن عنده القدرة ويأمن من الجور، وراجعي الفتوى: 135144
ويجوز للمرأة أن تشترط على زوجها في عقد الزواج ألا يتزوج عليها، وأن تخرج للعمل أو للدراسة، وراجعي الفتوى: 245362
وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني