الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قول: سنعلن الحرب على كورونا وستنتصر البشرية عليه

السؤال

أحسن الله إليكم.
يوجد أناس في هذه الأزمة (انتشار الكورونا) يرفعون شعار: البشرية ضد كورونا، وأن الناس كلهم متكاتفون ضده ويقولون (ستنتصر البشرية عليه) أو (سنعلن حرب البشرية عليه) وغيرها من العبارات والاعتقادات.
ما حكم ذلك شرعا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فيحسن اجتناب مثل هذه العبارات، لما قد توهمه من معان فاسدة -كالاغترار بالقوة البشرية والاستغناء عن معونة الله ورحمته- وإن كان المتكلم بها قد لا يقصد تلك المعاني.

وينبغي استعمال العبارات التي يظهر فيها الافتقار إلى الله ودعاؤه، وتعليق الأمر بمشيئته سبحانه وإرادته، كما قال تعالى: وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا ، إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ {الكهف:24}.

قال السعدي في تفسيره: نهى الله أن يقول العبد في الأمور المستقبلة، ﴿إني فاعل ذلك﴾ من دون أن يقرنه بمشيئة الله، وذلك لما فيه من المحذور، وهو: الكلام على الغيب المستقبل، الذي لا يدري، هل يفعله أم لا؟ وهل تكون أم لا؟ وفيه رد الفعل إلى مشيئة العبد استقلالا، وذلك محذور محظور؛ لأن المشيئة كلها لله ﴿وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين﴾ ولما في ذكر مشيئة الله، من تيسير الأمر وتسهيله، وحصول البركة فيه، والاستعانة من العبد لربه. اهـ.
وأما التعاون مع غير المسلمين فيما فيه مصلحة للمسلمين، فلا حرج فيه شرعا، كما بيناه في الفتوى: 113173.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني