الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دعاء الوالد على ولده بعد قيامه بما عليه من البِرّ

السؤال

أنا أعيش أنا وأبي وأمي وأختي وزوجتي في مكان واحد، وأتقاسم مصاريف المنزل مناصفة أنا وأبي، ولكنه يريد مني المال من أجل أختي ومصاريفها، مع العلم أن أبي له راتب تقاعدي جيد يساوي ضعف راتبي، فرفضت؛ لأني لا أستطيع ذلك؛ فأنا أسدّد دينًا كبيرًا يقدر بـ 6000 دولار أمريكي في أقرب الآجال؛ لأن موعد السداد قد قرب أجله، فبدأ بالدعاء عليّ بالشر، وقلت له: إني أسدِّد ديني، لكنه لم يأبه، فماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فما دام الحال كما ذكرت من حاجتك لمالك لسداد دَينك، وكون أبيك غير فقير؛ فلا يلزمك أن تعطيه مالك، ولا حقّ له في الدعاء عليك، لكن عليك برّه، والإحسان إليه بما تقدر عليه ولا يضرّك؛ فإنّ حقّ الوالد على ولده عظيم.

وإذا قمت بما عليك من البرّ؛ فلا يضرّك دعاؤه عليك بغير حقّ -إن شاء الله-، قال ابن علان في دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين: ...ودعوة الوالد على والده: أي: إذا ظلمه، ولو بعقوقه. انتهى. وقال المناوي: وما ذكر في الوالد، محله في والد ساخط على ولده لنحو عقوق. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني