الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يشرع سؤال الله تعالى الأمور الصغيرة؟

السؤال

شكرًا لكم على ما تقدمونه من مساعدة.
هل يجوز الدعاء كثيرًا، ولا أقصد الإلحاح فقط، بل الدعاء بكل شيء؟ فلو أردت أن أشتري شيئًا، فهل يجوز أن أدعو الله أن يوفقني لشراء الشيء، وكذا إذا أردت أن أتعلم شيئًا جديدًا؟ وهل تجوز كثرة الدعاء في اليوم للتوفيق للكثير من الأمور؟ وشكرًا جزيلًا لكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن المسلم يتضرع إلى الله تعالى، ويرفع إلى الله حوائجه؛ سواء كانت كبيرة, أم صغيرة، قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: والأمر بإكثار الدعاء في السجود، يشمل الحث على تكثير الطلب لكل حاجة، كما جاء في حديث أنس: ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها؛ حتى شسع نعله. أخرجه الترمذي. اهـ. والحديث حسنه الشيخ الألباني في مشكاة المصابيح.

وفي فيض القدير للمناوي: (ليسأل أحدكم ربه حاجته) فإن خزائن الجود بيده، وأزمّتها إليه، ولا معطي ولا متفضل إلا هو (حتى يسأله الملح)، ونحوه من الأشياء القليلة؛ فإنه تعالى يحبّ السؤال من عباده، ورغبتهم إليه، وطلبهم منه. ولو لم يسألوا لغضب عليهم؛ فإنه ييسر الكثير والقليل.

وأفاد النهي عن سؤال غيره البتة، فقد رواه البزار عن أنس مرفوعًا، بلفظ: ليسأل أحدكم ربه حاجته، أو حوائجه كلها؛ حتى يسأله شسع نعله إذا انقطع، وحتى يسأله الملح. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، غير سيار بن حاتم، وهو ثقة. اهـ.

وبناءً عليه؛ فإن المسلم يشرع له أن يكثر من سؤال الله تعالى, ودعائه لتيسير أموره كلها جليلها وحقيرها؛ فإن الدعاء هو العبادة؛ فعن النعمان بن بشير، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الدعاء هو العبادة، ثم قرأ: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} [غافر:60]. رواه أبو داود, وغيره, وصححه الشيخ الألباني.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني