الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية حشر الكافر يوم القيامة

السؤال

هل يحشر الكافر أعمى، وأصم، وأبكم؟ وكيف ذلك؟ وماهي أوصاف الجنة وأهلها، وأوصاف النار وأهلها؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا شك أن الكافر يحشر يوم القيامة أعمى, أصم, أبكم, لقوله تعالى: وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا {الإسراء:97}.

قال القرطبي تعليقا على هذه الآية, وموضحا كيفية حشر الكافر يوم القيامة:

(ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم) فيه وجهان:

أحدهما: أن ذلك عبارة عن الإسراع بهم إلى جهنم، من قول العرب: قدم القوم على وجوههم إذا أسرعوا.

الثاني: أنهم يسحبون يوم القيامة على وجوههم إلى جهنم، كما يفعل في الدنيا بمن يبالغ في هوانه وتعذيبه. وهذا هو الصحيح؛ لحديث أنس أن رجلا قال: يا رسول الله، الذين يحشرون على وجوههم، أيحشر الكافر على وجهه؟ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أليس الذي أمشاه على الرجلين قادرا على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة".

قال قتادة حين بلغه: بلى وعزة ربنا. أخرجه البخاري ومسلم. وحسبك.

(عميا وبكما وصما) قال ابن عباس والحسن: أي عُميٌ عما يسرهم، بُكمٌ عن التكلم بحجة، صُمٌّ عما ينفعهم، وعلى هذا القول حواسهم باقية على ما كانت عليه. وقيل: إنهم يحشرون على الصفة التي وصفهم الله بها، ليكون ذلك زيادة في عذابهم، ثم يخلق ذلك لهم في النار، فأبصروا، لقوله تعالى: "ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها"، وتكلموا، لقوله تعالى: "دعوا هنالك ثبورا"، وسمعوا، لقوله تعالى: "سمعوا لها تغيظا وزفيرا".

وقال مقاتل بن سليمان: إذا قيل لهم: "اخسؤوا فيها ولا تكلمون" صاروا عميا لا يبصرون، صما لا يسمعون، بكما لا يفقهون.

وقيل: عموا حين دخلوا النار لشدة سوادها، وانقطع كلامهم حين قيل لهم: اخسئوا فيها ولا تكلمون. وذهب الزفير والشهيق بسمعهم فلم يسمعوا شيئا. اهـ

أما صفة أهل الجنة, وأهل النار, فلا يتسع المقام لبسطها لكثرتها, وقد ذكرنا طرفا منها في الفتوى: 60266. مع الفتاوى المرتبطة بها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني