الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التصرف مع الأم التي تمنع ولدها من زيارة أقاربه

السؤال

أنا شاب متزوج تقريبا منذ سنة، وأمي متعلقة بي بشكل كبير، وتحب التدخل في حياتي في كل صغيرة وكبيرة. وأمي وأبي لا يحبون التواصل من أي أحد، حتى أنهم لا يحبون زيارة الأقارب، ولا الأقارب يزورونهم، حتى أصبح البيت لا يدخله أحد. وأمي تطلب مني ألا أزور حتى أقارب زوجتي، إلا إذا حدثت مناسبة فقط.
والمشكلة التي حصلت أن خال زوجتي دعاني إلى العشاء عنده مع زوجتي، وهذه أول مرة منذ زواجنا، وهو إنسان ملتزم، وأمي لا تريد أن أزوره. فلا أدري هل أرفض الدعوة بناء على طلب أمي، وأنا حريص جدا على رضاها، وهكذا أرفضها من دون سبب، أم ألبي الدعوة؟
حاولت التفاهم مع أمي، لكنها رافضة أن أزور أحدا من أقرباء زوجتي. هكذا طبع أمي، ولم يفعلوا أيَّ شيء مزعج أو مشاكل مع أمي.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا شك في أن الغالب في الوالدين الشفقة على الأولاد، والحرص على مصلحتهم، وتجب طاعتهم فيما لا معصية فيه، بشرط أن لا يكون في ذلك إفراط، ولا إجحاف بالولد، ولا إضرار به، ولمزيد الفائدة يمكنك مطالعة الفتوى: 76303.

فإن منعتك أمك من تلبية دعوة خال زوجتك من غير إبداء سبب مقبول شرعا، فينبغي أن تحاول إقناعها للعدول عن ذلك، فإن اقتنعت وأذنت لك، فالحمد لله، وإن لم تأذن لك، وكان في عدم تلبية هذه الدعوة مضرة عليك، فلا حرج عليك في تلبيتها، واجتهد بعد ذلك في التلطف بأمك، ومحاولة كسب رضاها.

وأما صلة أرحامك، فلا يجوز لوالديك أو أحدهما منعك من الحد الأدنى منها، فإن منعوك من غير مسوغ شرعا، فلا طاعة لهما؛ فإن الطاعة إنما تجب في المعروف لا في معصية الله، ثبت في الصحيحين عن علي -رضي الله عنه- أنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: لا طاعة في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف.

والحد الأدنى من صلة الرحم يمكن أن يحصل بدون الزيارة.

وللمزيد راجع الفتويين التاليتين وما أحيل عليه فيهما: 392881، 414082 .

ونوصيك بالدعاء لوالديك أن يرزقهما الله تعالى الرشد، والصواب، وحسن التصرف. وينبغي أن يسلط عليهما بعض ذوي العلم والحكمة؛ ليبذلوا لهما النصح، ويبينوا لهما خطأ النهج الذي يسيرون عليه، وخطورة قطيعة الرحم، ووجوب صلتها، وبركة هذه الصلة في الدنيا والآخرة.

ولمزيد الفائدة نرجو مطالعة الفتويين التاليتين: 26850، 45476.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني