الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الربح من توقع هبوط أو صعود الأسهم

السؤال

هل الأموال التي تربح من موقع (olmpytrade) حرام؟ وأنا لا أعلم تفاصيل عمل الموقع.
طرق الربح باختصار هي توقع هبوط أو صعود السهم، فإذا كان التوقع صحيحًا خلال وقت أحدده أنا، أربح نسبة يحددها الموقع، فإذا قررت أن أتاجر بدولار، وحدد الموقع نسبة 80%، وكان التوقع صحيحًا، فسأربح بعد انتهاء الوقت الذي أحدده أنا -كدقيقة- دولارًا و80 سنتًا، وإذا كان التوقع خاطئًا، فسأخسر الدولار بالكامل، فهل هذا حرام؟ وإذا كان استخدامي لهذه الأموال في شراء برامج أو ألعاب من الإنترنت فقط دون سحبها، واستخدامها في الحياة العادية، فهل ذلك حرام أيضًا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإذا كان عمل الموقع كما وصفت من أن حصول الربح والخسارة، ومقتضى العقد هو توقع ارتفاع الأسعار أو انخفاضها؛ مما ينبني على الحظ والمجازفة والمقامرة، فهذا محرم، ولا يجوز الاستثمار فيه، ولا الاكتساب منه.

وسبل الكسب الحلال كثيرة لمن تحراها، ودرهم حلال خير من ألف حرام، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن روح القدس نفث في روعي أن نفسًا لن تموت حتى تستكمل رزقها، فاتقوا الله، وأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعاصي الله، فإن الله لا يدرك ما عنده إلا بطاعته. رواه ابن مردويه، وحسنه الألباني.

ومسألة استخدام الأموال المكتسبة من هذا التداول المحرم في شراء البرامج أو الألعاب من الإنترنت دون سحبها، واستخدامها في الحياة العادية، لا يبيح تلك المعاملة.

ومن وقع فيها، واكتسب منها مالًا، فهو كسب خبيث، وليس له الانتفاع به في خاصة نفسه، ولو في شراء ألعاب، أو غيرها، بل يتخلص منه بدفعه للفقراء والمساكين، ونحو ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني