الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل بوذا" أو "زرادشت" من الأنبياء؟

السؤال

ما حكم الشرع الإسلامي في "بوذا" و"زرادشت"؟ وهل كان أحدهما نبيًّا؟ وهل حرفت عقيدتهما؟ جزاكم الله عن الأمة الإسلامية جزيل الثواب.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا دليل على نبوة أي منهما! وإنما هما من أصحاب الأديان الوضعية.

أما زرادشت فإمام المجوسية، ادعى النبوة بالباطل، قال سبط ابن الجوزي في مرآة الزمان: قال علماء السِّيَر: هو زَرادُشْت بن أسبيمان، من ولد مِنُوجِهر، ادَّعى أنه نبيُّ المجوس، وظهر بأَذْرَبيجان، فكان يُخبر بالعجائب، فيقول: يموت فلانٌ في اليوم الفلاني، ويُولد فلان في الوقت الفلاني، وأشباه هذا. وقيل: كان ساحرًا ...

ويقال: إن زرادُشْت كان خادمًا لبعض تلامذة العُزير، أو إرميا، فسرق من علوم بني إسرائيل، فدعا عليه أستاذُه، فبَرِصَ، ولحق بأَذْربيجان، ثم سار منها إلى بُشتاسف، وهو ببَلْخ، فادَّعى النبوَّة وجاء بهذا الكتاب، وقال: أُوحي إليَّ به، فصدَّقه بشتاسب. اهـ.

وذكره الطبري في تاريخه أثناء ذكر الملك بشتاسب، وقال: ظهر بعد ثلاثين سنة من ملكه، فادّعى النبوة، وأراده على قبول دينه، فامتنع من ذلك ثم صدقه، وقبل ما دعاه إليه، وأتاه به من كتاب ادّعاه وحيًا. اهـ. وانظر الفتويين: 19363، 129859.

وأما بوذا فتعاليمه وإن كانت إصلاحية، أو أخلاقية، إلا إنها لا تقوم على دعوى النبوة، وهي أبعد ما يكون عن عقائد التوحيد، وإثبات الألوهية لله وحده. وانظر الفتويين: 34579، 682.

وقال اللواء محمود شيت خطاب في كتاب: قادة فتح السند وأفغانستان: وخلاصة القول: إن بوذا كان مصلحًا قبل أن يكون كاهنًا ... ولم يحفل بالكتب المقدسة، ولم يدع الناس إلى عبادة الآلهة، ونهى عن التفريق بين الطبقات ... وكان يدعو الناس إلى ترك الشر قولًا وعملًا، وأن يتحابوا، ويعطف بعضهم على بعض، وألا يكون للحقد سبيل إلى نفوسهم. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني