الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم امتناع المرأة عن طاعة زوجها لتعنته في الإنجاب والمعاشرة

السؤال

أنا متزوجة منذ ثلاث سنوات ونصف، وأهل زوجي في البداية لم يحبوني، وتحدثوا مع زوجي ليطلقني، وبأني لا أنفعه. وفعلا طلقني، ثم راجعني.
وفي بداية الزواج اتفقنا على تأجيل الإنجاب لمدة عام؛ لكي أنهي دراستي، وقلت له: لا مانع عندي من الإنجاب أثناء الدراسة، ولكنه رفض، ولكني أنهيت دراستي، وما زال زوجي لا يريد الإنجاب.
وعندما طلقني وراجعني، وافقت على أن أرجع بشرط أن يوافق على الإنجاب، وقال لي إنه موافق، ولكن حينما رجعت لم يوافق، وكان يمتنع عن معاشرتي. ويشهد الله على معاملتي له، وأني أعامله بما يرضي الله، وصبرت كثيرا على معاملته ومعاملة أهله.
وكان يعاشرني مرة كل 4 أو 5 شهور، وباقي الأيام يريدني أن أداعب عضوه الذكري بيدي، وكنت أرفض؛ فأشعر أنه غضب مني، أو في ضيق، فأقول له أن يجامعني، فيرفض؛ فأفعل له ما يريد، وأحزن بداخلي لرفضه، وأشعر أني لا أعجبه.
والحمد لله بسبب معاملتي الحسنة؛ أحبني أهله، وطلبوا منه أن ينجب مني، ولكنه ما زال يرفض. وبعد إلحاح مني قام بمعاشرتي أثناء فترة التبويض، وجربنا أكثر من مرة، ولكن لم يحدث حمل. فطلبت منه أن نذهب لعمل فحوصات، ولكنه يرفض تماما، ويقول لي إنه عمل ما عليه وليس لي الحق في أن أطلب منه أي شيء آخر. قلت له: إن لم ترد الإنجاب مني ولا الذهاب للطبيب، سوف ننفصل؛ لأن عمري 27 عاما، قال لي: افعلي ما تريدين. وأكثر ما يثير أعصابي قوله لي عندما أشرح له رغبتي في أن أصبح أما (لا علاقة لي بهذا).
تحدثت معه كثيرا، وشرحت له كثيرا من الناحية الدينية، ومن ناحية رغبتي كأنثى في الأمومة، ولكنه لم يستجب، على الرغم من قوله لي إنه يحبني ولا يريد الانفصال، ولكن قال لي رغم أنه يحبني، ولكن إذا صممت على موضوع الإنجاب والذهاب للطبيب، فسوف ننفصل إذا كان هذا ما أريده.
متأسفة على الإطالة، ولكني تعبت وأريد حلا. هل أنفصل؟ أو ماذا أفعل؟ لأني أيضا أحب زوجي وبيتي.
وعندما أسأله: لماذا لا يريد الإنجاب؟ يخبرني أنه ليس هناك سبب، وهذا يوجع قلبي كثيرا؛ لأنه إذا لم يكن هناك سبب. لماذا يصر على ما يوجع قلبي هكذا!
فأخبرته أنه إذا لم يعطني حقي في الإنجاب، فلن أعطيه حقه في المعاشرة، أو مداعبة عضوه الذكري بيدي؛ لنزول السائل المنوي بدون معاشرة.
فهل علي ذنب؟
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالواجب على زوجك أن يعاشرك بالمعروف، ولا يجوز له منعك من الإنجاب، وعليه أن يعفّك بقدر طاقته وحاجتك.

قال ابن تيمية -رحمه الله- في الفتاوى الكبرى: وَيَجِبُ عَلَى الرَّجُلِ أَنْ يَطَأَ زَوْجَتَهُ بِالْمَعْرُوفِ، وَهُوَ مِنْ أَوْكَدِ حَقِّهَا عَلَيْهِ، أَعْظَمَ مِنْ إطْعَامِهَا.

وَالْوَطْءُ الْوَاجِبُ قِيلَ: إنَّهُ وَاجِبٌ فِي كُلِّ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ مَرَّةً، وَقِيلَ: بِقَدْرِ حَاجَتِهَا وَقُدْرَتِهِ، كَمَا يُطْعِمُهَا بِقَدْرِ حَاجَتِهَا وَقُدْرَتِهِ، وَهَذَا أَصَحُّ الْقَوْلَيْنِ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ. انتهى.
وليس له منعك من إجراء الفحوص والتماس العلاج اللازم للإنجاب، وراجعي الفتوى: 391849
وإذا أصرّ زوجك على منعك من حقّك في الإنجاب والمعاشرة؛ فلك أن تسأليه الطلاق أو الخلع، وذهب بعض أهل العلم إلى جواز امتناعك من طاعته مقابل امتناعه من أداء حقّك، كما بينا ذلك في الفتوى: 420403
لكن الذي ننصحك به أن تتفاهمي مع زوجك، وتتطاوعا على المعاشرة بالمعروف، ولا يمنع أحدكما الآخر حقّه، وأن تكون العلاقة بينكما مبنية على التواد والتراحم والإحسان، فإن تعذّر ذلك؛ فالطلاق آخر العلاج.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني