الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ليس من حق الزوجة أن تعترض على زوجها في ضيافته والديه

السؤال

والدي ووالدتي في زيارة، ويقيمان معي، وزوجتي تبدي اعتراضًا على هذا، رغم الظروف الحالية، ورغم معاملتهم الطيبة لها، وعدم التعدّي عليها؛ إلا أنها لا تشعر بالراحة، وأنا أحاول أن أعوّضها عن ذلك، لكنها تفتعل المشاكل.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالذي ينبغي أن تقوم عليه الحياة الزوجية حسن العشرة بين الزوجين، كما قال تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء:19}، وقال: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ {البقرة:228}.

ومن المعاشرة بينهما بالمعروف: إكرام كل منهما لأهل الآخر، وخاصة الوالدين؛ فالمصاهرة مما امتنّ الله بها على عباده، قال الله سبحانه: وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا {الفرقان:54}، وجاءت السنة باعتبار هذه العلاقة، والوصية بها، فقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالإحسان إلى من ربطته بهم مصاهرة، ففي صحيح مسلم عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنكم ستفتحون مصر، وهي أرض يسمى فيها القيراط، فإذا فتحتموها، فأحسنوا إلى أهلها؛ فإن لهم ذمّة، ورحمًا. ـ أو قال: ذمة، وصهرًا.

ومن المعاشرة بالمعروف: حسن ضيافة كل منهما لأهل الآخر يومًا أو أيامًا، تقل أو تكثر؛ حسب ما تقتضيه العادة.

وليس من حق الزوجة أن تعترض على زوجها في ضيافته والديه، وإنما الذي لها الحق فيه أن يوفر لها مسكنًا بمرافقه يكفيها، ويحفظ لها خصوصيتها على حال لا يكون عليها منها ضرر. وللفائدة يمكن مراجعة الفتوى: 402493.

وننصح الزوجين بأن يتحريا الحكمة، وأن يحرصا على أن لا يكون أمر زيارة الوالدين، ووجودهما في البيت سببًا للمشاكل بينهما، بل يعملا على مداراة الوالدين، والصبر عليهما، وأن يسعى بما يمكن أن يخفف الوطأة، ويجلب الألفة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني