الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أوصت الأم ابنها قبل وفاتها بقضاء دينها ولم يجد أصحاب الدَّين

السؤال

أمي قالت لي قبل وفاتها: اذهب إلى بيت ناس كانوا جيراننا، وأعطهم مبلغًا من المال، كان دينًا عليها، وعندما ذهبت للبحث عنهم لم أجد أحدًا، وبعد ذلك كلمني ابن خالتي، وقال لي: إن أمي كانت عنده في المنام، وقالت له: إنها تريد مبلغًا من المال؛ لكي تمشي، فقال لها: لماذا تريدينه؟ فقالت له: أريد أن أشتري به أشياء.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فعليك أن تبحث عن هؤلاء الناس، ما استطعت، وأن تسأل عنهم، وتعرف أين ذهبوا، ثم توفيهم حقّهم، وتقضي دَين أمّك؛ فإن قضاء دين الميت من أهم المهمات، قال البهوتي في شرح الإقناع: (وَيَجِبُ أَنْ يُسَارِعَ فِي قَضَاءِ دَيْنِهِ، وَمَا فِيهِ إبْرَاءُ ذِمَّتِهِ، مِنْ إخْرَاجِ كَفَّارَةٍ، وَحَجِّ نَذْرٍ، وَغَيْرِ ذَلِكَ) كَزَكَاةٍ، وَرَدِّ أَمَانَةٍ وَغَصْبٍ وَعَارِيَّةٍ؛ لِمَا رَوَى الشَّافِعِيُّ، وَأَحْمَدُ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَحَسَّنَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا: «نَفْسُ الْمُؤْمِنِ مُعَلَّقَةٌ بِدَيْنِهِ؛ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ». انتهى.

وإذا لم تعثر عليهم، ورجوت الوصول إليهم؛ فإنك تحتفظ بهذا المال؛ حتى تتمكن من إيصاله إليهم.

وإن يئست من الوصول إليهم، فإنك تتصدق بهذا المال عنهم؛ لأن هذا هو ما تقدر عليه، والله لا يكلف نفسًا إلا وسعها، وانظر الفتوى: 394027.

وأما الرؤى، فلا تعلق لموقعنا بالكلام عليها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني