الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم إعطاء المدين من الزكاة ثم يردها للدائن

السؤال

توفي الوالد -رحمه الله- قبل 15 سنة، وترك لنا منزل العائلة الذي لم نتصرف فيه طوال تلك المدة، وسكنه اثنان من إخوتي الذين كانت حالتهم المادية ضعيفة لحين تحسن أحوالهم، والتي لم تتحسن كثيرا منذ ذلك الوقت.
قبل سنتين قررنا تقاسم التركة على أساس أن يقوم إخواني الذين يسكنون البيت بتقسيمه مناصفة، ويقومون بالسداد لبقية الورثة حسب حصصهم من الميراث، فتعسر أحدهم، ولم يستطع السداد بسبب تراكم الديون عليه.
السؤال هو: لديَّ زكاة مستحقة السداد، هل يمكن أن أعطيه مبلغ الزكاة على أن يقوم هو بإرجاعه لي كجزء من الدين الذي عليه لي. أي أقوم بتسليمه الزكاة في يده، ويقوم هو بردها لي؛ كجزء من الدين الذي عليه.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

ففي البداية نسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة لوالدكم, وأن يسكنه فسيح جناته؛ إنه سميع مجيب.

وإذا رضي جميع الورثة بسكنى أخويك في المنزل الموروث، فلا مانع من ذلك. كما يجوز التراضي على التنازل عن المنزل المذكور لصالح الأخوين المذكورين بعد معرفة قيمته, على أن يدفعا لكل وارث قيمة نصيبه من المنزل.

وبخصوص أخيك المدين, فإن كان عاجزا عن وفاء دينه, فهو من مصارف الزكاة, ويجوز لك دفع زكاتك له, ثم يقوم بإرجاعها لك كجزء من الدين، إذا لم يكن هناك شرط, أو اتفاق بينكما على هذا الأمر.

أما إذا اشترطت عليه إرجاع الزكاة لك عن دينك, أو اتفقتما على ذلك، فإن زكاتك غير مجزئة. وانظر التفصيل في الفتوى: 305401.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني