الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اليقين بإجابة الدعاء ليس من الكبر

السؤال

دائما ما أدعو الله أن يوفقني حتى أتفوق في دراستي، والحمد الله حققت العام الماضي المركز الأول على محافظة قنا. وأنا الآن في الصف الأول الثانوي.
سمعت كثيرا أن الإنسان عندما يدعو الله، يجب أن يكون متيقنا من الإجابة، فأنا في كل عام أدعو الله أن يوفقني، ففي هذا العام أنا متيقن أن الله سيوفقني، كما وفقني في العام السابق. فأخاف أن يكون هذا كبرا مني، أنني واثق بتحقيق المركز الأول مرة أخرى.
فهل هذا كبر أم لا؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فيقينك بإجابة الله دعاءك، أمر حسن، وليس هو من الكبر في شيء، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة. رواه الترمذي من حديث أبي هريرة وقال: هذا حديث غريب.

لكن عليك أن تعلم أن صور الإجابة تختلف، فلا يتعين أن يتحقق مطلوبك، وإنما قد يصرف الله عنك من الشر بمثل ما دعوت به، وقد يدخر لك ثواب ما دعوت به إلى يوم القيامة، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ، وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ، إِلَّا أَعْطَاهُ اللهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أن يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا. قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ، قَالَ: اللهُ أَكْثَرُ. رواه أحمد والبخاري في الأدب، والحاكم وقال: صحيح الإسناد.

فعليك أن تكثر من الدعاء، وأن تلح بطلب ما تريد من الله -تعالى- واثقا بسعة فضله وكرمه وجوده، ثم ترضى بما يقسمه لك -سبحانه- عالما أنه الخير والمصلحة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني