الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدعوة إلى الله لا تكون بالكذب

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم إن صديقتي وبينما كان والدها يعاني من انتكاس بسبب مرض خطير ومزمن، وبعد أن حاولت لمرات عديدة إقناع أختها على إرتداء الحجاب كذبت عليها وقالت لها لقد رآك أبي في المنام وأنت ترتدين غطاء الرأس، فقامت أختها هذه على الفور بوضعه على رأسها، هل يترتب عليها شيء بسبب هذا الكذب علما أن الكذب حرام خاصة إذا تعلق الأمر بالمنام؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الكذب خلق ذميم لا تحتاجه الدعوة إلى الله عز وجل، وقد قال الله تعالى مبيناً سبل الدعوة: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النحل:125].

وليس الكذب من الحكمة في شيء، ولا تكون الموعظة الحسنة بالكذب، والكذب ليس من التي هي أحسن، بل هو كبيرة من كبائر الذنوب، وقد قال صلى الله عليه وسلم: وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً. رواه مسلم.

فالواجب الحذر من الكذب، ونحن نشكر صديقتك لحرصها الشديد على أن ترتدي أختها الحجاب، وهذا هو الواجب عليها، ولكن ينبغي أن تسلك السبل المشروعة في الدعوة إلى الله عز وجل بالترغيب تارة بالترهيب تارة أخرى، وليس باختلاق الرؤى والمنامات ونحو ذلك.

ولمعرفة خطورة الكذب في الحلم نحيل السائلة إلى الفتوى رقم: 7562، ولمعرفة أساليب ووسائل الدعوة نحيل السائلة إلى الفتوى رقم: 18254 على الموقع.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني