الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يجوز للمسلمة أن تخلع الحجاب لا لعمل ولا لغيره

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم قبل كل شيء أشكركم جزيل الشكر على هذا الموقع الرائع وهذا الركن الذي يفتح لنا المجال على التعبير على كل المشاكل الدينية والدنيوية التي تواجهنا وما أكثرها، جزاكم الله عنا كل خير.أنا فتاة أبلغ من العمر 23 سنة, درست منذ نعومة أظافري فى مدارس مختلطة, حتى حصلت على شهادة البكالوريا علوم رياضية, كانت لدي أحلام بالولوج إلى مدارس عليا، ولكن ونظرا لتوجهي إلى هذه الشعبة "صعبة نوعا ما" لم أتمكن من الحصول ألا على معدلات متوسطة لم تمكني من تحقيق هدفي، كنت أنوي طبعا ولأنه الحل الوحيد الولوج إلى الجامعة، لكن حصل ما لم يكن فى الحسبان،تعرفت عائلتي على أحد كبار الرجال في الميدان العسكري، فطلبوا منه أن يدخلني إلى هذا الميدان لكي يضمنا إلي العمل طبعا بعد التخرج، كان سني 18 سنة ولم أكن متحجبة وصدقوني لم أكن أعلم أن الحجاب فرض على كل مسلمة، أنا أصلي والحمد لله وسني 15 سنة دون أن يرغمني أحد على ذلك, رفضت بشدة لأني كنت فتاة مسالمة جداً بسيطة التفكير ما أعلم من الحياة سوى البيت والمدرسة، أبواي أرغماني على الدخول طبعا بل كل عائلتي أصروا على ذلك (بحسن نية) واعتبروها فرصة ذهبية، كوني سأحصل على عمل وعلى راتب شهري يمكنني من تلبيت حاجاتي ومساعدة عائلتي (بدلا من أن أكون أنا من يطلب منهم تلبية حاجاتي)، علما بأنني من أسرة متوسطة نعيش من راتب أبي الشهري، أريد أن أضيف إلى علمكم أن الميدان الذي أعمل فيه يمنع أرتداء الحجاب الشرعي حيث أرتدي (une veste +un pantalon )، كذلك يعمل معي رجال كثيرون ولكن يسود بيننا الاحترام المتبادل ولا يمكن لأحد أن يخل بهذا الاحترام، وكوني متشوقة جدا لارتداء الحجاب فأنا أضعه خارج العمل وأزيله في العمل، ونيتي ليست التلاعب بالدين بل لأني متمسكة جدا به، وهذا كل ما أستطيع فعله الآن، تناقشت مع أبواي في هذا الموضوع وهما ضد فكرة تركي العمل لأنهما يعتبران أن عملي رزق من الله، لقد تعلمت الكثير وأنا أعمل بأحدث التكنولوجيا، ورغم ذلك أنا مستعدة لفعل أي شيء المهم عندي هو إرضاء الله ثم والدي طبعا، أشيروا علي جزاكم الله عني كل خير، فأنا في حيرة من أمري، ولا أدري ما علي فعله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فنسأل الله أن يزيدك إيماناً وأن يوفقك إلى ما يحبه ويرضاه، واعلمي أن الحجاب فريضة على المسلمة لا يجوز لها أن تخلعه لا لعمل ولا لغيره، ولا طاعة لأبويك في مثل هذا، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

وكذلك من الواجبات على المسلمة أن تبتعد عن الاختلاط بالرجال على الوضع المعروف الآن لما في الاختلاط من الفتن والشرور التي لا تخفى.

وعليه فلا يجوز لك البقاء في هذا العمل وعليك أن تتركيه لله، فإن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، وراجعي للأهمية الفتوى رقم: 29064، والفتوى رقم: 23057، والفتوى رقم: 522، والفتوى رقم: 1734.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني