الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصابر عن المعصية أجره عند الله عظيم

السؤال

هل حساب المتزوجة يوم القيامة مثل حساب غير المتزوجة، مثلا وجود فتاة متزوجة متدينة تغض البصر وتلتزم بشرع الله وفتاة غير متزوجة تغض بصرها وتحفظ نفسها وتلتزم بشرع الله، مع أن الأولى لها حلالها الذي تشبع به رغباتها والأخرى تقاوم كل شهوة بتصبير نفسها، وإن كان الحسابان مختلفين، فهل يوجد حديث على ذلك؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلا ريب أن من اشتدت دواعي المعصية في نفسه فجاهدها حتى امتنع عن المعصية، أكثر ثواباً ممن ضعفت دواعي المعصية في نفسه وسهل عليه ترك المعصية، ولذلك كان التمسك بالدين وقت الفتن أعظم أجراً من التمسك به في غيرها، قال النبي صلى الله عليه وسلم: عبادة في الهرج كهجرة إليّ. رواه مسلم، ومعنى الهرج -أي الفتن واختلال الأمور- وفي مستدرك الحاكم وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: فإن من ورائكم أيام الصبر، صبر فيهن كقبض على الجمر، للعامل فيهن أجر خمسين يعملون مثل عمله. صححه الذهبي في التلخيص.

وروى أحمد في كتاب الزهد عن مجاهد قال: كتب إلي عمر: يا أمير المؤمنين رجل لا يشتهي المعصية ولا يعمل بها أفضل أم رجل يشتهي المعصية ولا يعمل بها، فكتب عمر رضي الله عنه: إن الذين يشتهون المعصية ولا يعملون بها أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجرعظيم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني