الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شرط جواز ملاطفة الصغير بتصغير اسمه

السؤال

لو سمحت ابن أخي عمره ثلاث سنوات، اسمه محمد. هل يجوز يدلعه بمينو؟ مع أن مينو دلع لمينا الاسم المسيحي. أم لا يجوز؟
وهل هذا تشبه بالكفار؟ وهل يجوز أدلع الصبيان أم لا؛ ليشب وليكون رجلا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمداعبة الطفل الصغير، وملاطفته بتصغير اسمه، أو مناداته باسم آخر تحببا لا حرج فيه، فقد نادى النبي -صلى الله عليه وسلم- الحسن بن علي ب "لكع" ففي صحيح البخاري من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ-صلى الله عليه وسلم- فِي سُوقٍ مِنْ أَسْوَاقِ الْمَدِينَةِ، فَانْصَرَفَ، فَانْصَرَفْتُ، فَقَالَ: أَيْنَ لُكَعُ -ثَلاَثًا- ادْعُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِىٍّ. فَقَامَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ يَمْشِي وَفِي عُنُقِهِ السِّخَابُ، فَقَالَ النَّبِي -صلى الله عليه وسلم- بِيَدِهِ هَكَذَا، فَقَالَ الْحَسَنُ بِيَدِهِ هَكَذَا، فَالْتَزَمَهُ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ، فَأَحِبَّهُ، وَأَحِبَّ مَنْ يُحِبُّهُ. اهــ

قال الزبيدي في تاج العروس: أيْنَ لُكَعُ أرَادَ الحَسَنَ، وهُو الصَّغِير، أرادَ أنَّه لصِغَرِه لَا يَتَّجِهُ لِمَنْطِقٍ، وَمَا يُصْلِحُه .... وقالَ اللَّيْثُ: اللُّكَعُ: أصْلُه وَسِخُ القُلْفَة، ثمَّ جُعلَ للَّذي لَا يُبَينُ الكَلامَ. اهــ ، وانظري الفتوى: 110657.

ولكن لا ينبغي أن ينادى باسم خاص بالنصارى، وعلم عليهم، لأن مناداته به حينئذ فيه تشبه ظاهرٌ، وقد نهينا عن ذلك، ويقبح الأمر إذا استُبْدِلَ به اسم كريم كاسم " محمد"، فهذا استبدال للذي هو أدنى بالذي هو خير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني