الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوهم بالتسبب بموت شخص من وساوس الشيطان

السؤال

كان لي قريب يعيش وحيدا -من الدرجة الثالثة-، لم يكن متزوجا، أو لديه أولاد، وكنت أحبه كوالدي، وكان يحبني أكثر من ولده، وكنت أزوره في بعض الأحيان، مع أني كنت مقصرا في السوال عنه، حتى وقعت أنا في بعض المعاصي، وتوفي هذا القريب نتيجة حادث في منزله، ولأنه يعيش وحيدا، ولم يكن أحد يزوره غيري، لم نعلم إلا بعد بضعة أيام أنه قد توفي، ودفن بعد وفاته بأكثر من يوم، ومنذ ذلك الوقت وقد تبت إلى الله عن كافة المعاصي التي كنت أقوم بها من قبل، وانتظمت في الصلاة، وقمت بعمل صدقة جارية لقريبي الذي توفي، وسددت كافة حقوق الناس التي كانت في رقبتي، وأصبحت أخرج الصدقات، ولكن الشعور بالذنب ما زال بداخلي؛ لأنه توفي وأنا أقوم بالمعاصي، فأقول ربما كان هذا عقابا لي من عند الله، ولو لم أكن أقوم بالمعاصي وتركتها؛ لزاد الله في عمره.
أو لو لم أكن مقصرا في السوال عنه، وقمت بزيارته قبل الحادث، أو السؤال عنه يوميا من خلال الهاتف؛ -لأنه وحيد- لم يقع الحادث، أو كنت سوف أدركه في المستشفى، ولم يمت.
وهذا الشعور بالذنب والتقصير تجاه قريبي يجعلني في حالة من الهم والنكد والحزن، ويجعلني أصلي الصلوات في غير أوقاتها في بعض الأوقات، وأظل أعترض على قضاء الله، وأفكر جِديًّا في الانتحار، وأدعو على نفسي في كل صلاة بالموت، حتى أرتاح من عذاب الضمير، ووساوس الشيطان التي بداخلي.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يرحم ميتك، ثم اعلم أنه لا تبعة عليك البتة فيما جرى، ولست مسؤولا عن موت هذا الشخص من قريب ولا من بعيد، وكل ما تتوهمه مجرد خيالات يلقيها الشيطان في قلبك ليحزنك، وينغص عليك عيشك.

فعليك أن تتجاهل هذا كله، وتعيش حياة بصورة عادية طبيعية، غير مكترث بتلك الأفكار، ولا ينفع ميتك إلا الدعاء، والاستغفار له، وما تهديه له من قُرَب.

وعليك أن تستقيم على شرع الله تعالى، وتلزم طاعته، وتترك التسخط، والاعتراض؛ فإن كل شيء بقدر الله تعالى، ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها.

وإياك وإضاعة الصلاة، وإخراجها عن وقتها؛ فإنه من كبائر الذنوب.

ودع عنك الفكرة في الانتحار وغيره، فليس هناك ما يسوغ ذلك أصلا، وليس هناك ما يدعوك لتأنيب ضميرك، إذ لم يكن من جهتك أي تقصير تستوجب اللوم عليه في هذا الشأن.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني