الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجوز لمن لا يرضى زوجها بإخبار أهلها بالحمل أن تخبرهم؟

السؤال

من فضلك يا دكتور: زوجي يرفض إخبار أهلي أو أي أحد بحملي حتى يبلغ الحمل 5 أشهر، أو تظهر علامات الحمل بصورة واضحة. مع أنه ليس أول حمل، ولا توجد عندنا مشاكل في الإنجاب، ولكنه يقول: النبي يقول: "استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان".
أما أنا فأريد مشاركة أمي وأخواتي فرحتي، وأحتاجهن معي في هذه المرحلة من بدايتها، وأريد دعمهن ومساندتهن، وهن لا يتدخلن بيننا بأي شكل من الأشكال منذ بداية زواجنا، ولكن زوجي يرى أننا عائلة مترابطة لحد مشاركة كل شيء. وقد يرى زوجي هذا مزعجا بعض الشيء، ويشعر أن الحمل شيء خاص بنا، ولا داعي لإشراك أهلي أو غيرهم فيه حتى تظهر علامات الحمل بصورة واضحة، فرغم عدم تدخلهن إلا أن مجرد معرفتهن أي شيء عنا يضايقه ويزعجه.
فما رأيكم؟ جزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان أهلك محل ثقة بالنسبة لكم، ولا تخشون منهم ضررا. فيمكنك أن تحاولي إقناع زوجك بالسماح لك بإخبارهم بأمر هذا الحمل وحاجتك لذلك للمعنى الذي ذكرته.

والحديث الذي ذكره زوجك صححه الألباني في السلسلة الصحيحة، وصحيح الجامع، ولكن بلفظ: استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان؛ فإن كل ذي نعمة محسود. ومَنْ أَمِن الحسد يَحْسُن به أن يتكلم بما أنعم الله عليه، شكرا له على النعمة، وسبق وأن بينا ذلك في الفتوى: 138288.

فإن اقتنع زوجك وسمح لك بإخبار أهلك، فالحمد لله، وإلا فالذي يظهر لنا -والله أعلم- أنه يجب عليك طاعته، فهذه من شؤون الحياة الزوجية فتجب الطاعة فيها، وقد أوضحنا في الفتوى: 50343، وجوب طاعة المرأة زوجها في أمور النكاح وتوابعه.

ومن أهل العلم من رأى وجوب طاعتها له في كل ما لا معصية لله فيه، وانظري الفتوى: 130355، ففيها مزيد تفصيل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني