الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزهد الحقيقي المشروع

السؤال

لدي سؤال يتعلق بالزهد ..
أولاً: هل الزهد مستحب؟
ثانياً: لو مررت بسوق واشتهيت نوعاً من الحلوى الفاخرة. فهل تركي لشرائها مندوب يكسبني ثواباً؟ وكذلك لو اشتهت نفسي السفر للسياحة إلى دولة عربية. فهل تركي لهذا السفر مستحب، أم الاستحباب مقيد بصرفي لهذا المبلغ في الصدقة؟
وأريد منهجاً عملياً دقيقاً لتطبيق الزهد في حياتي، في المأكل، والملبس، والمركب، والسكن، والسفر، وشتى نواحي الحياة، ولا أريد تعريفات عامة مثل: الزهد: هو أن تكون الدنيا في يدك وليس في قلبك ..

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الزهد المشروع أصله في القلب، وهو ترك الرغبة فيما لا ينفع في الآخرة، والثقة بما عند الله سبحانه، وأما في الظاهر: فترك الفضول التي لا يستعان بها على طاعة الله، قال ابن تيمية: "الزهد المشروع" هو ترك الرغبة فيما لا ينفع في الدار الآخرة، وهو فضول المباح التي لا يستعان بها على طاعة الله، فأما ما ينفع في الدار الآخرة بنفسه أو يعين على ما ينفع في الدار الآخرة، فالزهد فيه ليس من الدين، بل صاحبه داخل في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين}. اهـ. من مجموع الفتاوى.

وأما الأمثلة التي ذكرتها: فمجرد تركها ليس قربة وعبادة، لكن تركها إيثاراً للفقراء والمساكين بنفقاتها، أو تركها لكونها تشغل عن المستحبات، فهذا من الزهد المشروع المُثاب عليه.

وأما تركها تحريمًا لها، أو من باب التعبد بالامتناع المطلق عن تناول اللذات، أو الإعراض عنها بخلاً، أو طلباً للراحة الدنيوية؛ فهذا كله ليس من الزهد المشروع. وانظر للفائدة الفتويين: 149113، 103802.

وراجع في بيان ما يعين على تحقيق الزهد في الدنيا الفتاوى: 183043، 210112، 146249.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني