الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هجرها زوجها ولا يصرف عليها وعلى أولادها وهو في بلد آخر

السؤال

كنت قد أرسلت لكم استشارة سابقة بأن زوجي قد هجرني أنا وأولادي سنوات، ثم عاد الآن يعتذر، وقلتم لي أن أصدقه، وأسامحه.
لقد سامحته، وأعطيته فرصة منذ سنة، ومن ذلك الوقت لم يصرف علينا قرشا، ويقول إن عليه ديونا يسددها، وأيضا هو في بلد آخر، وقدَّم زيارة للحضور إلينا، وتم رفضها من الحكومة.
عمري يضيع، لقد انتظرته قريب العشر سنوات، والأولاد يكبرون بدونه، لا أعرف ما العمل الآن. هل أطلب الطلاق؟
تعبت في الغربة، أنا في بلد أوروبي، وخائفة على أولادي.
والمشكلة أني إذا تركت هذا البلد، ورجعت بلدي، فلا يوجد هناك عمل، وأبوهم لا يصرف علينا.
ماذا أفعل؟ أنا بين نار الغربة والوحدة، ونار تربيه الأولاد، وأيضا أنا كامرأة أحتاج زوجا، لكن للأسف لا أعرف هل هو غير مُبالٍ؟ أم فعلا ظروفه صعبة؟ لكني تعبت من ظروفه، وإلى متى أنتظره؟ إلى أن يصبح عمري خمسين سنة؟ لقد بدا الشيب في رأسي.
أرجو منكم أن تشيروا عليَّ ماذا أفعل؟
هل أطلب الطلاق؟ أم هل آخذ أولادي، وأرجع بلدي مع عدم وجود عمل هناك. وهو لن يصرف علينا؟ هل، وهل، وهل.
حاولت التقديم على عمل في بلد إسلامي مثل السعودية، لكن لم أجد.
ساعدوني أرجوكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كنت متضررة بسبب بعدك عن زوجك، فلك الحق في طلب الطلاق؛ فقد ذكر الفقهاء الضرر البيِّن في مسوغات طلب الزوجة الطلاق، وسبق بيان ذلك في الفتوى: 116133.

ولكن بما أنك قد رزقت من زوجك الأولاد، فقد لا يكون طلب الطلاق هو الأصلح، فوصيتنا لك بالاستمرار في التفاهم مع زوجك، وأن تلتمسي تدخل العقلاء من أهلك وأهله إن اقتضى الأمر ذلك، ليذكروه، ويبذلوا له النصح بالقيام بالواجب عليه تجاهك، وتجاه أولاده.

واستقرار الزوجين في بلد واحد أمر مهم، فإن لم يكن بالإمكان حضور زوجك للإقامة معكم في البلد الذي تقيمين فيه، فقد يكون من الأفضل سفركم للإقامة معه، فذلك أدعى لمعرفة حال زوجك عن قرب، والحوار بينكما، والتعاون على تربية الأولاد، ورعايتهم، والبحث عن سبيل للحل فيما يتعلق بالعمل والكسب الحلال، وكيفية سداد ديونه إن كانت عليه ديون.

هذا بالإضافة إلى أنك بوجوده معه في نفس البلد يمكنك رفع الأمر للقضاء الشرعي عند الحاجة لذلك ليزال عنك الضرر، ويلزم زوجك بالقيام بما يجب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني