الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أركان الزواج السعيد

السؤال

أنا فتاة عمري 28.5. تقدم لي ابن عمي لخطبتي. هو شاب مهذب وعلى خلق ودين، وحالته المادية جيدة ويحبني كثيرا، وتقدم لي أكثر من مرة.
وافقت عليه، ولكن أشعر بالخوف والتردد بشكل كبير. أولا: أنا أحبه وأحترمه كابن عمي، ولكن لا أشعر بمشاعر حب الفتاة للرجل اتجاهه.
وقد كنت أتمنى طيلة حياتي أن أتزوج من خلال قصة حب رومانسية.
ثانيا بالرغم من أن شكله جميل ولكنه أصلع، وهذا شيء يشعرني ببعض الضيق منه. أعلم أن الإنسان ليس بشكله، ولكن هذا ما أشعر به.
وثالثا: عائلتي من الناحية المادية والاجتماعية جيدة جدا، وعائلتنا تهتم بالتعليم بينما عائلة عمي برغم أنني أحبهم وأكن لهم الاحترام، لكن ماديتهم ضعيفة. وهذا لا يعيبهم أبدا، ولكن مستواهم الاجتماعي والفكري ليس بجيد، واهتمامهم بالتعليم ليس بشكل كبير، بالرغم من أن ابن عمي خريج تربية خاصة، ويعمل وحالته المادية جيدة، ويحاول أن يحسن من وضعه، إلا أن تخصصه يشعرني بقلق أيضا؛ لأنه غير مطلوب في بلدي؛ لذلك اضطر أن يسافر للخليج وحالته ميسرة، ولكن أشعر بقلق بسبب أنني سوف أتغرب عن عائلتي. وكنت أطمح أن يتقدم لي شاب وظيفته أفضل، وعائلته لا تختلف عن عائلتنا؛ لأن الوضع العائلي أيضا يؤثر بشكل كبير على الزواج والأبناء إذا نتج عن هذا الزواج أولاد. أتمنى أن يكون وضعي في تحسن، وليس في تراجع من حيث الحياة المادية والفكرية والاجتماعية.
ومعظم عائلتي يرحبون به إلا أختي الكبيرة خوفا علي من ما يترتب عليه من حدوث مشاكل عائلية بسبب القرابة.
وأنا في حيرة خائفة أن أرفضه فأندم، وألا أجد شخصا مثله؛ لأن محبته كبيرة لي، وهو شخص جيد وخلوق. وأيضا خائفة ألا يتقدم لي أحد، وأنا فتاة أتمنى أن أعيش رومانسية الحب في الحلال، خاصة أن أهلي يقولون لي إن فرصك مع الوقت ستقل، وهذا الشاب فرصة جيدة بسبب تقارب أعمارنا من بعض. وأيضا أنا لا أعمل وقليلة التنزه بسبب أوضاع كورونا، وأيضا لا أحب فكرة أن أعمل أو أكثر من التجمعات أو التنزهات لمجرد أن أتزوج فقط. وأيضا الشاب ينتظر منذ أكثر من 6 أشهر كلمة مني، وتعامله جيد جدا معي، ويتركني أفكر على راحتي لاتخاذ القرار.
وأيضا خائفة أن أقبل وأتم الخطبة ولا أشعر بالحب له بسبب كل ما ذكرته في أول استشارتي، أنا خائفة جدا؛ لأنني لا أثق بخياراتي، وأشعر أن معظم الخيارات التي اتخذتها سابقا خاطئة؛ لذلك أنا في حيرة، وأدعو الله دائما أن يختار لي الأفضل.
أرجوكم أفيدوني، وشكرا لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنصيحتنا لك؛ أن تقبلي هذا الخاطب، ولا تترددي في قبوله بسبب المخاوف التي ذكرت، واحذري من مسايرة الأوهام الشائعة التي ترى أنّ الزواج السعيد هو الذي يتوصل إليه عن طريق علاقة قبل الزواج وقصة حب ملتهبة العواطف.

فالشرع والواقع يقضيان بفساد هذه النظرة، ويؤكدان أنّ الزواج السعيد يقوم على حسن الاختيار، واستقامة الزوجين على الشرع والأخلاق الكريمة. وراجعي الفتوى: 408697
واعلمي أنّك إذا استخرت الله -تعالى- وفوضت أمرك إليه؛ فسوف يختار لك ما فيه الخير، وراجعي الفتويين: 104869، 427081

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني