الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صبغ الشعر بألوان غير طبيعية كالبرتقالي والبنفسجي

السؤال

هل صبغ الشعر بألوان غير طبيعية -كالبرتقالي، والبنفسجي، والوردي، وما شابهها من ألوان- جائز؟ وقد بحثت في عدة فتاوى ومواقع، وكلها كانت تتحدث عن تحريم الأسود فقط، وأن باقي الألوان العادية -كالبني- حلال، ولم تتحدث عن الألوان الأخرى، وبعضها الآخر -الذين لم يكونوا علماء دين- كانوا يقولون: إن كل الألوان غير الطبيعية حرام؛ لأنها تغيير لخلق الله تعالى، فأيهم على حق؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالأصل جواز الصبغ بتلك الألوان، وغيرها، إلا ما كان في الصبغ به تشبه بالكافرات، وقد سئل الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- كما في فتاوى نور على الدرب:

هل يجوز للمرأة إضافة الألوان لشعرها دون أي ضرورة غير التجميل والتجمل؟

فأجاب بقوله: الأصل في الأشياء غير العبادات الحِل. وعلى هذا؛ فيجوز للمرأة أن تصبغ رأسها بما شاءت من الصبغ، إلا إذا كان سوادًا تخفي به شيبها؛ فإن ذلك لا يجوز؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمر بتغيير الشيب، وقال: جنبوه السواد. أو إذا كانت هذه الأصباغ مما تختص به النساء الكافرات، بحيث إذا شوهدت هذه المرأة قيل: هذه امرأةٌ كافرة؛ لأنه لا تصبغ هذا الصبغ إلا امرأةٌ كافرة؛ فحينئذٍ يحرم على المرأة أن تصبغ به؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: (من تشبه بقومٍ، فهو منهم). انتهى.

فإن كان صبغ الشعر بتلك الألوان مختصًّا بالنساء الكافرات؛ فإن صبغ المسلمة شعرها بها فيه تشبه ظاهر بهم، والتشبه بالكفار مذموم في شرعنا، ومنهي عنه، حتى ولو كان أصله مباحًا، وهذا أصل مقرر في الشريعة، دل عليه الكتاب والسنة دلالة مستفيضة، سواء في ذلك العبادات، أم الأعياد، أم الأزياء الخاصة بهم، كما سبق أن نبهنا عليه في الفتوى: 116802.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني