الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المعول عليه في الاختيار هو الدين والخلق لا الغنى

السؤال

أنا طالب بالسنة الثانية بكلية الهندسة تقدمت لخطبة إحدى قريباتي وهي فتاة في أول ثانوي، وعمرها 15 عاماً ولكن أباها رفضني بسبب أني لا زلت أتعلم وعلاوة على ذلك هو أغنى من عائلتي بمراحل كثيرة، ولا يوجد وجه للمقارنة في المال مع العلم بأن حالتي المادية متيسرة، البنت موافقة على الخطبة والعلاقة موجودة من سنتين وحتى الآن.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلم أنه تحرم إقامة علاقة بين الرجل والمرأة إلا في نطاق الزواج، ولذا فعليك أن تنتهي عن العلاقة مع هذه الفتاة، وتتوب إلى الله، قال تعالى: فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (المائدة:39)، وراجع الفتوى رقم: 422.

وأما رفض والد هذه الفتاة خطبتك لها لمجرد كونك مازلت تتعلم، أو لكونه أغنى من عائلتك فأمر لا ينبغي، لأن التعلم ليس مانعاً من القيام بأعباء الزوجية، كما أن المعول عليه في اختيار الزوج هو دينه وخلقه لا غناه أو غنى عائلته، والذي ننصحك به أن تحرص على اختيار ذات الدين -كما قال- صلى الله عليه وسلم: فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه.

فإذا تابت هذه الفتاة وانتهت عن العلاقة التي ذكرت فاستخر الله تعالى في خطبتها، ولا مانع من أن توسط أحد أهل الدين والصلاح ليحاول إقناع والدها بقبول خطبتك لها، فإن قبل فالحمد لله، وإن لم يقبل فالنساء غيرها كثير، ولا يجوز أن تتزوجها بغير إذن وليها ولا عبرة بموافقتها إذا لم يوافق وليها.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني