الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إرشادات لمن أعجب بفتاة ويريد خطبتها

السؤال

أنا شاب عمري 20 سنة وهنالك فتاة أعجبتني وبشدة، ولكني غير قادر على خطبتها أو الزواج منها. وأخاف أن يتقرب إليها أحد غيري و "يصاحبها" ويخطبها بدون أن تكون لدي فرصة للتقدم لها، أو حتى أصارحها. فأنا في حيرة من أمري هل أتقرب وأتعرف إليها، وأكسب ودها وبعد ذلك أخطبها أم أصبر وأحتسب، وأنشغل بتكوين نفسي، وبعد ذلك أتقدم لها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأعلم أولا أنه ليس كل ما يظهر للمرء بادئ ذي بدء، ويدعوه للإعجاب بشخص ما، يكون هو حقيقة ذلك الشخص فعلا.

ولذلك فإن لاختيار الزوجة أسسا ينبغي مراعاتها لمن أراد أن تكون حياته الزوجية سعيدة مستقرة ناجحة، ومن أهمها أن تكون المرأة دينة خيرة، وسبيل معرفة ذلك استشارة من يعرفونها من الموثوق بهم، وبعد الاستشارة تكون الاستخارة، وراجع الفتوى: 8757، وعنوانها: كيف تختار شريكة حياتك. فليس من الحكمة، ولا من الرشد والعقل أن يغتر المرء بما قد ظهر له أول وهلة حتى تتبين حقيقة الأمر. هذا أولا.

ثانيا: على فرض كون هذه الفتاة ذات دين وخلق، إذا لم تكن لك قدرة على مؤنة النكاح، ولا ترجو تحصيلها قريبا، أو تخشى إن تقدمت لها أن لا تجاب، فلا تشغل نفسك بها، بل اصبر حتى يتيسر أمرك.

وإن كنت قادرا على مؤنة النكاح، وترجو أن تجاب إلى خطبتها؛ فتقدم لخطبتها، وأت الأمر من بابه، فاخطبها من وليها. وإن دعت حاجة إلى الحديث إليها ومعرفة رأيها أولا، فلا بأس بحديثك إليها على أن يكون بقدر الحاجة، ومع مراعاة الضوابط الشرعية، ولا يجوز تجاوز الحد في ذلك كما يحدث من كثير من الخطاب؛ فهذا باب للفتنة.

وراجع الفتاوى: 202021، 21582، 111850.

ثالثا: فوض أمرك لله -سبحانه- وتوجه إليه بالدعاء سائلا إياه أن يوفقك للزواج من امرأة صالحة، سواء كانت هذه المرأة أم غيرها، فإن فاتك نكاح هذه الفتاة، فلا يعني ذلك أن يكون قد فاتك ما هو أصلح لك، فالله -تعالى- أعلم بعواقب الأمور، وهو القائل: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني