الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خروج المرأة دون إذن وتبرّجها ورقصها وتجاهل نهي زوجها ووالدها

السؤال

ما حكم المرأة التي عصت زوجها وتبرّجت خارج المنزل بوضع المكياج، ورقصت في عرس، مع رفض زوجها لذلك، وإخبار أهلها لمنعها عن ذلك، ولم تستمع لكلام أي من الزوج أو الأب؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فهذه المرأة التي فعلت ما ذكر بالسؤال -من التبرج، والزينة، والخروج من المنزل بغير إذن زوجها-، قد جمعت بين معصيتها لربها، وعصيانها لزوجها، وعقوقها لأبيها؛ فيعظم الإثم بذلك.

فالواجب نصحها، وتذكيرها بالله تعالى، ودعوتها إلى التوبة النصوح، فقد ثبت في صحيح مسلم عن تميم الداري ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: الدين النصيحة ـ قلنا: لمن؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم.

وينبغي أن يكون النصح برفق، ولين؛ فإنه بذلك أدعى لأن يكون نافعًا، وتكون له ثمرة طيبة، ففي حديث عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه.

والأولى أن يأتي النصح ممن يرجى أن تسمع لقوله، وتستجيب لكلامه من صديقاتها، أو أقربائها، فإن انتفعت المرأة بالنصح، وصلح حالها، واستقام أمرها، فالحمد لله، وإلا فقد ذكر الفقهاء أن فراق مثلها مستحب، قال ابن قدامة ـ رحمه الله ـ في المغني مبينًا أضرب الطلاق وما يعتريه من الأحكام الشرعية: ....

والثالث: مباح، وهو عند الحاجة إليه؛ لسوء خلق المرأة، وسوء عشرتها، والتضرر بها من غير حصول الغرض بها.

والرابع: مندوب إليه، وهو عند تفريط المرأة في حقوق الله الواجبة عليها، مثل: الصلاة، ونحوها، ولا يمكنه إجبارها عليها، أو تكون له امرأة غير عفيفة... اهـ.

وإذا عارض أمر تطليقها مصلحة راجحة، فلا بأس بأن يمسكها زوجها، ويصبر عليها، ويبذل جهده في سبيل إصلاحها.

ومن سبل الإصلاح: تعليمها أمور دِينها، وتربيتها على الإيمان والطاعة؛ وذلك من خلال عقد حلقات التعليم في البيت، وربطها بمجالس الخير، وصحبة النساء الصالحات.

وننبه إلى أن يحسن الرجل ابتداء اختيار زوجته عند الإقدام على الزواج؛ فيتزوج من المرأة الديِّنة الخيّرة التي تراعي حرمات الله، وتحفظ زوجها في نفسها، وماله، وترعى ولده، وتنشئه نشأة طيبة، ولمزيد الفائدة، انظر الفتوى:102725، والفتوى: 8757.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني