الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من قال لزوجته: "بعرفش" وخطر في باله أن معناها أن تعمل ما تريد

السؤال

أود إيضاح سؤالي الذي أجبتم عنه، وهو أنني عندما قالت لي زوجتي بعصبية: (شو أعمل)، غضبت أكثر، وقلت لها: (بعرفش)، وكنت أصرخ وأنا أقولها، وفي بداية قولي كلمة: "بعرفش" خطر في بالي أن معناها أن تعمل ما تريد، وهذا يشمل الطلاق، وقد يكون تفويضًا بالطلاق، وبعد ذلك وأثناء قولي كلمة: "بعرفش" كنت أقول في داخلي، أو جاء في بالي -لا أعرف-: "اعملي ما تعمليه، وروحي اطلقي (تطلقي)، أو كلمة اطلقي (تطلقي)"، وكنت لا أستطيع إمساك نفسي من الغضب، والغيظ، وشعرت براحة بعدها، فهل يقع - بناء على ما ذكرت- طلاق، إذا كانت هناك نية للطلاق؟ وهل يعد ذلك كناية يقع بها طلاق، إذا كانت معها نية للطلاق أم لا تعد كناية، ولا يقع بها طلاق؛ حتى لو أردته؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن هذا اللفظ: (بعرفش)، لا يدل على الطلاق، ولا يشبه معناه، فمثله لا يقع به الطلاق، كما بينا في الفتوى: 97022، وانظر لمزيد الفائدة الفتوى: 78889.

وما ذكرت أنه تردد في نفسك، لا اعتبار له، روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها، ما لم تعمل، أو تكلم به.

قال البخاري عقب روايته هذا الحديث: قال قتادة: «إذا طلق في نفسه، فليس بشيء».

وننبهك إلى أمرين:

الأمر الأول: إذا كنت مصاًبا بوسوسة، وتغلبك الوسوسة في أمر الطلاق، فإن من وصل به الحال إلى هذا الحد في الوسوسة، لا يقع طلاقه، ولو تلفظ بصريح الطلاق، وراجع الفتوى: 102665.

وعلى المسلم ألا يسترسل في هذه الحالة مع الشيطان ووساوسه، بل يعرض عنها، ولا يلتفت إليها، وليستعذ بالله من الشيطان الرجيم، وليكثر من ذكره -سبحانه-؛ ليكون ذلك عونًا له على التخلّص من الوسوسة، وتجد في الفتوى: 3086 بيان بعض سبل علاج الوسواس القهري.

الأمر الثاني: عليك بالحذر من الغضب؛ عملًا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، واتبع الهدي النبوي في سبل علاجه، وذلك مبين في الفتوى: 8038.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني