الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم خطأ ولحن المصلي في قراءة الفاتحة

السؤال

أنا أعلم أن الخطأ المغير للمعنى، لا يجوز تعمده في الفاتحة وغيرها، إلا أنه في غير الفاتحة لا يجب إصلاحه إذا لم يتعمد.
هل يجب على المصلي إصلاح اللحن الذي لا يغير المعنى في الفاتحة؟ وماذا إذا لحنت في الفاتحة (اللحن الجلي) ولم أغير المعنى، وواصلت الصلاة عامدا أو ناسيا بدون إصلاح. هل الصلاة تبطل، كإسقاط حركة من الحركات التي لا توثر على المعنى؟
وأسأل الله أن ينفع بكم الأمة أكثر وأكثر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاللحن الخفي لا يبطل الصلاة، وظاهر كلامهم أنه لو تعمده لم تبطل، ومن ثم فلا يجب تصحيحه إذا وقع غلطا، ولكن ينبغي مراعاة القراءة السديدة.

ولشيخ الإسلام كلام نفيس في هذه المسألة، يسد باب كثير من الوساوس.

قال -رحمه الله-: أما كونه لا يصحح الفاتحة، فهذا بعيد جداً، فإن عامة الخلق من العامة والخاصة يقرؤون الفاتحة قراءة تجزئ بها الصلاة، فإن اللحن الخفي، واللحن الذي لا يحيل المعنى، لا يبطل الصلاة. وفي الفاتحة قراءات كثيرة قد قرئ بها، فلو قرأ: عليهِم وعليهُم وعليهموا، وقرأ الصراط والسراط والزراط، فهذه قراءة مشهورة. ولو قرأ الحمدُ لله أو الحمد لُله، أو قرأ ربُّ العالمين، أو ربِّ العالمين، أو قرأ نستعين بالكسر ونحو ذلك، لكانت قراءة قد قرئ بها، وتصح الصلاة خلف من قرأ بها.

ولو قرأ رب العالمين بالضم، ومالك يوم الدين بالفتح، لكان هذا لحناً لا يحيل المعنى، ولا يبطل الصلاة. انتهى.

وإذا تبين هذا، فإننا قد وضحنا اللحن المحيل للمعنى، والذي تبطل به الفاتحة، وما يعفى عن ذلك منه عند بعض العلماء، في الفتوى: 113626 فانظرها.

وأما بقية أسئلتك فيرجى إرسالها بشكل مستقل؛ لتتسنى إجابتك عنها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني