الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما يُراعى في اختيار المجال الدراسي

السؤال

إخواني جزاكم الله خيرا. قبل مدة قصيرة دخلت المرحلة الثانوية، وكنت طالبا متفوقاً في الإعدادية. دخلت إحدى المدارس القطرية هنا، كانت جيدة جداً، إلا أنني بعد فترة تركتها وانتقلت للمعهد الديني؛ ففوجئت بكثرة المواد الدراسية، وخصوصاً أنني في الإعدادية لم أعتد على ذلك، بل وأيضاً اعتدت على مساعدة المدرسين.
بعد أن انتقلت شعرت بيأس شديد، سألت بعض زملائي في الصف عن نظامه التعليمي وهل هو جيد؟ أجابوني بأن خير وسيلة للتفوق هي الاجتهاد يومياً وبكثرة، حتى أنجح، ولن تلقى المساعدة التي توصلك للتفوق. وأنا لم أعتد على ذلك. وأيضا لدي حفظ وتسميع للقرآن الكريم في البيت، والمواد كثيرة ومكثفة، وفوق طاقتي، ومستواي في الإنجليزي ضعيف.
كانت المواد الدراسية الأخرى تغطي مستواي، مما جعلني أشعر بالإحباط واليأس الشديد، اللذين أطاحا بي، فأصبحت أهمل بعض الشيء وأعاني هما فوق هم، حتى إنني أهملت القرآن الكريم، وأصبحت كثير التفكير، مهموما، رغم أن بعض المواد الدراسية تلقيتها من والدي كالنحو فقد درست التحفة السنية، وتطورت في الإعراب ولم يتبق لي إلا الشيء اليسير وأختم القرآن. وهذا ما جعل والدي يقرر إدخالي المعهد، فلم أحب أن أكسر خاطره وهو يريد لي الخير والصلاح، والأصحاب الجيدين، فدخلت المعهد وتوكلت على الله، وهذا ما جرى.
أفيدوني -جزاكم الله خيرا- هل أعود إلى مدرستي الأولى، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، أم أبقى في المعهد ولا أدري كيف سيكون حالي والهم الذي يغلي في صدري؟
وكيف أنظم وقتي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاختيار المسار الدراسي ينبغي أن يراعى فيه واقع الدراسة، وحال الطالب معا. فقد يكون المجال الدراسي نافعا ومفيدا وأفضل من غيره، ولكن مستوى الطالب وظروفه الشخصية والاجتماعية لا تناسبه. وقد يكون المجال مفضولا في الجملة، ولكنه الأنسب لحال الطالب.

وما ذكره ابننا السائل، قد يفهم منه أن الرجوع لمدرسته الأولى أنسب لحاله، ولكن لخفاء التفاصيل الأخرى علينا، ننصحه بالرجوع لوالده وغيره من الكبار الذين يعرفهم ويعرفونه، ومشاورتهم في الأمر، ومحاورتهم في التفاصيل. هذا مع الاستخارة، والإلحاح في دعاء الله -تعالى- بالتوفيق والسداد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني